الاتفاقية التى تم التوقيع عليها بين المشتركة للنفط والشركة الكندية والتى بموجبها يتم استكشاف ومقاسمة انتاج قطعة "السابع من نوفمبر" البحرية التى تبلغ مساحتها 3000 كلم مربع ومعها الاتفاقية الثانية التى تهم القطعة البحرية "مارينر" والواقعة فى سواحل كندا والتى تقع على مسافة 10 كلم شمال حقول شركة اكسون موبيل العالمية.. هذان الاتفاقيتان لهما أبعاد اقصادية هامة فى مسيرة التعاون الثنائى بين ليبيا وتونس ويرمزان إلى عمق التعاون ونموذجيته بما أنهما يأتيان فى وقت هام بالنسبة لكل من تونس وليبيا.. إن التعاون فى مجال الطاقة والمحروقات يمر بانتعاشة كبرى بين تونس وليبيا فإلى جانب تأسيس المشتركة للنفط التى تم بعثها بموجب اتفاقية دولية بين الجماهيرية العظمى والجمهورية التونسية فى سنة 1988 هناك العديد من المشاريع الكبرى الأخرى فى مجال تبادل الخبرات والفنيات فى استغلال الطاقة والدليل على ذلك حجم التعاون بين المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية وشركة ليبيا للنفط القابضة. ويمتد هذا التعاون من انجاز مشاريع الربط الكبرى بالكهرباء والتزويد بالغاز إلى منح قطعة السابع من نوفمبر حيث أوضحت المسوحات السيزمية والدراسات الجيوفيزيائية والجيولوجية وجود عدة تراكيب جيولوجية فيها العديد من المؤشرات الايجابية بتواجد نفط وبكميات مهمة بالقطعة. ويأمل الخبراء أن تكون نتائج المسح ايجابية ومفيدة للبلدين وللشركتين، بحيث تنعكس هذه النتائج على مداخيل الشركة وعلى المسيرة التنموية والتعاون بين البلدين وعلى الآفاق المستقبلية لهذا التعاون فى كل المجالات خاصة وأن القيادتين السياسيتين فى ليبيا وتونس تراهنان على عمق التعاون والتواصل وعلى تشابك المصالح. البعد الآخر لهذه الاتفاقية التى تزيد فى تعميم الفائدة من التعاون وتنويعه ذلك البعد الاقليمى بل العالمى الذى يتفرع عنها من خلال الاتفاقية الثانية المرتبطة بالاستكشاف فى السواحل الكندية القريبة من حقول الشركات العالمية الكبرى مثل ايكسون موبيل. وهذا البعد العالمى يزيد فى اشعاع الشركة ويعطى الثقة فى مسؤوليها وخبرائها وفنييها الذين يعملون جاهدين من أجل ايصال خبرتهم إلى أصقاع الدنيا، ومن أجل الاستفادة من الإمكانيات المتاحة فى العالم. أما الظرف الذى تأتى فيه هذه الاتفاقية فهو يتميز بالاحتفالات التى تعيشها كل من ليبيا وتونس بالعيدين الوطنيين فليبيا تعيش على وقع الاحتفالات بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر أما تونس فهى تستعد للاحتفال بذكرى تغيير السابع من نوفمبر ويعكس هذا الظرف ارتباط التعاون التونسى الليبى بتلك الارادة الراسخة لدى القيادتين من أجل تطوير مجالات التعاون وخاصة تنويعها حتى لا تنحصر فى تلك المجالات المألوفة والعادية التى أصبحت رمزا ونموذجا يحتذى به فى العالم وتحاول أن تقتحم مجالات جديدة وواعدة لها انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على مسيرة التعاون الثنائى بين البلدين والثلاثى فى علاقاته العالمية.