احتلفت امس الأحد تونس باليوم الوطني بعيد الشجرة في الوقت الذي تنهب فيه الثروات الطبيعية الغابية حتى أن منسق الصندوق العالمي من أجل الطبيعة في تونس فوزى المعموري خطورة هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن تواصل الوضع بهذا النسق فإنه من الممكن أن نقضى في أفق سنة 2015 على كل مجهودات التشجير التي بذلتها الدولة التونسية منذ ما لا يقل عن نصف قرن. وأكد أن الشجرة لم يسبق أن أصبح وجودها مهددا بهذا الشكل في تونس خصوصا مع تنامي الاستغلال المفرط والفوضوي وغير القانوني لكل المناطق الغابية في البلاد دون استثناء بما في ذلك المحميات والحدائق الوطنية على غرار ماجل الشيطانية وسيدي مشرق في سجنان بولاية بنزرت والشعانبي بولاية القصرين.
ويقطن حوالي مليون شخص المناطق الغابية ويعتبرون من أكثر السكان التونسيين فقرا واقلهم تعليما وهي من الاسباب التي يسرت انخراط البعض منهم في أنشطة تهريب الخشب. وقد تم تسجيل 3 آلاف مخالفة تتعلق بقطع أو بيع الخشب تسلط على مقترفيها غرامات مالية أو عقوبات بالسجن.
وظهر نوع جديد من التهريب هو تهريب الخشب في المناطق الغابية من قبل وسطاء بين أصحاب مصانع الخشب والمتساكنين الذين يتم إغوائهم بمبالغ مالية هامة وذلك وسط ضعف لتدخل السلط العمومية حتى أن إدارة الغابات تعوزها الإمكانيات الضرورية التي تتيح لها الاضطلاع بالدور الموكول لها على أفضل وجه في الحفاظ على الرصيد الغابي الوطني.
ولذلك فإنه من الضروري التكثيف وتنسيق الجهود التي تبذل في هذا الخصوص سواء من قبل الأطراف الحكومية أو المجتمع المدني والمواطنين بما يمكن من إنقاذ الثروات الغابية التونسية وايلاء مزيد من العناية للغطاء الغابي وذلك بغراسة الأشجار ومتابعة نموها واشتداد عودها.
يشار إلى أنه تم بعد الثورة تسجيل أكثر من 420 حريقا في الغابات التونسية اغلبها يعود لأخطاء بشرية وأدت إلى اتلاف نحو 2400 هكتارا من الغطاء النباتى مقابل معدل سنوي خلال العشرية الأخيرة يتراوح بين 300 و1500 هك من الغابات المتضررة وخلفت خسائر كبيرة للمجموعة الوطنية.
