يشبّههم البعض بالعكاكيز، عكّاز اليد اليمنى وعكّاز اليد اليسرى، والويل الويل للأطفال الذين يعصون أوامر الشيخ المتصابي الذي يريدهم... كالدمى يحرّكهم مثلما إبتغى وشاء، ويريدهم كالجماد يتصرّف فيهم مثلما إرتأى وأراد، عكّاز اليد اليسرى للعاملين الشغّالين، وعكّاز اليد اليمنى لبقيّة الأطفال. ويشبّههم البعض الآخر بعيني الأسد، العين اليسرى على النمل والنحل والثيران والبغال، تراقب طرق الإشتغال، وتلاحظ التحرّكات، وترصد منهم الأقوياء يقرّبهم الأسد منه يخدمونه ويخدمون مملكته، والعين اليمنى على بقية الغابة، تقتنص الهدايا والعطايا، وتبحث له عن الغنائم والهوانم. ويعرفهم الجميع بأنهم أحفاد بن علي الهجناء من أب نقا وأم مُعيّة، كان جدّهم يعتمد عليهم، ويتكئ على أكتافهم يسير بهم أينما أراد وكيفما أراد.. ولمّا مات الجدّ، وسقط أوّل ما سقط، عكّاز اليد اليمنى، وإنهال عليه الأحفاد ضربا يهشّمونه تهشيما، إنقلب عكّاز اليد اليسري عليه، يحرّض الأطفال ويضرب معهم ويكسّر ويسبّ ويشتم، لعلّه يكسب ودّهم وتعاطفهم، ويُنسيهم ما كانوا يتلقّوه من ضرب "من تحت إلْتحت" و"تحت الحزام" و"تحت حسّْ مسّْ" وتحت الوذِنْ" و"تحت الحيط" و"تحت الزيتونة". وها نحن نكتشف اليوم ما "تحت السواهي من دواهي" لهذا العكّاز النقامعي و"ماكينته" الثورية..