أعلنت جماعة الإخوان المسلمون في الأردن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر المقبل, فيما بدت الحكومة الأردنية غير راضية عن قرار الإخوان. وصدر قرار الجماعة مساء أمس الخميس بعد اجتماع مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن -أعلى هيئة قيادية في الجماعة-, وتحدث خلال الاجتماع 33 عضوا من أصل 48 حضروا جلسة المجلس المكون من 51 عضوا. وصوت لصالح قرار المقاطعة 70% من أعضاء مجلس الشورى، مقابل20% صوتوا للمشاركة، في حين امتنع عن التصويت 10% من الأعضاء, بحسب "الجزيرة نت". وجاء قرار المجلس منسجما مع الاستفتاء الذي أجرته قيادة الجماعة على مستوى قواعدها، إذ أوصى أكثر من 80% منها بالمقاطعة. وقال المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد ل"الجزيرة نت": إن القرار جاء منسجما مع توجهات القواعد الشعبية لجماعة الإخوان في مختلف مناطق المملكة. وأضاف أن "القواعد صوتت لصالح المقاطعة وبنسبة كبيرة ورأيها يمثل رأي نخبة من المجتمع الأردني رأت أن الانتخابات تشوبها عيوب كبيرة". وتابع أن "الحكومات هي المسئولة عن هذا المزاج الشعبي المطالب بالمقاطعة، والإخوان يعبرون عن هذا المزاج". وقال أمين سر الجماعة والناطق باسمها جميل أبو بكر ل"الجزيرة نت": إن "مبررات قرار المقاطعة تعود إلى كون الممارسة الديمقراطية تتقهقر إلى الخلف في السنوات الأخيرة". وأضاف أبو بكر أن قانون الانتخاب الأخير "لم يحمل أي جديد رغم أنه جاء بعد حل مجلس نواب مزور باتت الحكومة تخجل من استمراره". واعتبر أن "استمرار الحكومات في إيذاء الحركة الشعبية والتنكيل بالمعلمين وعمال المياومة كان أحد مبررات الإخوان للمقاطعة، علما بأن هذه الفئات الشعبية لم تخالف أي قانون وتطالب بحقوقها التي داست عليها الحكومات". وبرأي أبو بكر فإن "استمرار الحكومة في حصار الحركة الإسلامية وإيذاء أبنائها ومصادرة مؤسسات كانوا يقدمون الخدمة للمجتمع من خلالها، كلها قادت إلى المقاطعة". وأكد أن أبرز ما ميز قرار الإخوان هذه المرة "غياب الاصطفاف، حيث اخترق التصويت كافة التوجهات". ومن ناحية أخرى, بدت الحكومة الأردنية غير راضية عن قرار الإخوان، حيث اعتبر المستشار السياسي لرئيس الوزراء والناطق باسم الانتخابات النيابية سميح المعايطة أن الحكومة كانت تأمل "مشاركة كافة الأحزاب والفئات الاجتماعية بالانتخابات". وقال المعايطة: إن "الانتخابات ستعقد في موعدها المحدد لكونها استحقاقا وطنيا ودستوريا وغير مرتبط بقرار أي جهة", مضيفاً إنه "خيار ديمقراطي يخص الجماعة، رغم أننا نأسف لغيابهم لأنهم جزء من المشهد الأردني", بحسب "الجزيرة نت". وأضاف المسئول الحكومي أن "الأحزاب السياسية موجودة لتشارك في الانتخابات، وإن غابت عن هذه المشاركة فإن ذلك يضعف تواجدها". ومن المقرر أن يعقد مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي -الذراع السياسي للإخوان- غدا السبت جلسة لبحث المشاركة في الانتخابات, ومن المتوقع أن يقرر المجلس مقاطعة الانتخابات.