تدخل العلاقات التونسيةالصينية مرحلة جديدة بعد ثورة تونس التي اندلعت في يناير2011 و التي أنهت نظام بن علي . إن العلاقات الثنائية بين تونس و الصين شهدت تطورا كبيرا منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1964 عندما استقبل الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل شوان لاي. التعاون التونسيالصيني في الواقع أخذ وجوها متعددة ثقافيا و تعليميا و تكنولوجيا و شبابيا و سياحيا و صار التواصل الشعبي بين الجانبين أكثر كثافة و قد شهدت سنة 2014 الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصينوتونس، التي تعتبر من بين أول البلدان التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. لكن العلاقات بين الشعبين الصديقين تعود إلى قرون مضت، وهذا نستشفه من خلال التأثير الثقافي الصيني الذي نجده في المغرب العربي، وكذلك التأثير العربي المغاربي الموجود في الصين، وهو ما نلاحظه في الظواهر الاجتماعية كعادات الأكل واللباس والتصرف داخل عادات العائلة وحتى في التخاطب وهذا راجع في اعتقادي لتأثيرات طريق الحرير والتبادل التجاري الذي كان قائما في ذلك الوقت. فعمر العلاقات إذن يفوق الخمسين سنة التي تمثل تأسيس العمر الدبلوماسي العصري بين البلدين الصديقين. وقد بادرت الصين بفتح سفارة لها في تونس في سنة 1964، وتبع ذلك فتح سفارة تونسيةبالصين. وقد كانت العلاقات منذ استقلال البلدين ممتازة، وتبلورت في عدة مجالات، وقد تم تبادل الزيارات بين قادة البلدين ولعل آخرها كانت زيارة وزير الخارجية الصيني للمشاركة في منتدى التعاون العربي- الصيني الذي احتضنته تونس سنة 2012. وتشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصينوتونس تطورا مستمرا وارتفاعا متزايدا في حجم التبادل التجاري بين البلدين . في هذا الإطار التقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي و رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد بوزير الخارجية الصيني وانغ يي الزائر لتونس يوم الجمعة 13 من مايو أيار الجاري ، حيث أكد السبسي أن الشعب التونسي والشعب الصيني صديقان جيدان، وأعرب عن ثقته فى أن تحقق الزيارة تطورات جديدة للبلدين، معربا عن أن أمله في تعزيز الجانبين الاتصالات على جميع المستويات وتوسيع نطاق التعاون الثنائي بينهما. وقال الصيد إن تونس تعلق أهمية كبيرة على العلاقات مع الصين، معربا عن أمله في أن تساعد الصينتونس على مواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية وتعزيز التعاون بين الجانبين في المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية ومجال البنية التحتية. هذا و قد أبدى وانغ يي رغبة الصين في فتح مجالات جديدة للتعاون بين الشعبين، مؤكدا أن الصين ستشجع الشركات الصينية على المشاركة في البرامج الكبيرة لبناء البنية التحتية في تونس، معربا عن أمله في أن يقدم الجانب التونسي أفضلَ بيئة أمنية واستثمارية. رضا سالم الصامت / كاتب صحفي بالحوار نت - مستشار تحرير آسيا اليوم - مستشار إعلامي لاتحاد الكتاب و المثقفين العرب - مراسل صحيفة آسيا بريس -