مثل موضوع "الجيل الرقمي" محور أعمال الملتقى الثاني للباحثين والباحثات حول قضايا الثقافة والشباب الذي ينتظم من 5 الى 7 جويلية بالشراكة بين صندوق الأممالمتحدة للسكان بتونس والجمعية التونسية للدراسات حول ثقافة الشباب والمرصد الوطني للشباب، بمشاركة عدد من الأساتذة الجامعيين والباحثين في علم الاجتماع. وأشارت منسقة برامج الشباب بصندوق الاممالمتحدة للسكان مكتب تونس، وفاء الذوادي في تصريح لوكالة تونس إفريقييا للأنباء بالمناسبة الى ان هذا الملتقى العلمي يكتسي أهمية بالغة سيما وأنه سيخصص لعرض أكثر من 20 ورقة بحثية في اختصاص علم الاجتماع الرقمي حول الشباب والعلاقة بالعالم الرقمي التي وقع تجميعها على امتداد سنة كاملة وأنجزها دكاترة مختصون في علم الاجتماع وباحثون في الميدان من تونس ومن بلدان عربية. وبينت ان البحوث ركزت على دراسة عديد المحاور المرتبطة بعلاقة الشباب بالعالم الرقمي والتي تتمظهر في اطلاق تسمية "الجيل الرقمي" بالنسبة لجيل الشباب الذي ولد ونشأ في الثورة الرقمية، مبرزة أن الحضور المكثف للشباب في الفضاء الرقمي دفع الباحثين الى دراسة هذا الحضور واستقراء ابعاد الحضور والتأثير والتأثر. ولاحظت ان هذا الحضور والاقبال على الفضاء الرقمي يطرح اليوم على المجتمع وعلى علماء الاجتماع بالخصوص جملة من التحديات التي تؤكد توفير الدراسات العلمية والاكاديمية التي يمكن الاستئناس بها لوضع السياسات والاستراتيجيات الشبابية او اتخاذ اجراءات التوقي في ظل بروز ظواهر سلبية على غرار العنف الرقمي والتنمر واخرى ايجابية يمكن دعمها وتشجيعها في علاقة بالابداع الثقافي والفني والتنموي وفي علاقة بالتجديد والابتكار. وتم جمع الدراسات والمحاضرات في إصدارات علمية في كتيبين باللغة العربية والفرنسية حول علاقة الشباب في تونس بالفضاء الرقمي والعالم الرقمي مبرزة ان صندوق الاممالمتحدة للسكان يدعم في تونس الاستراتيجيات الوطنية التي تعنى بالشباب وتكرس حقوقه وتعمل على تسهيل نفاذه لمختلف الخدمات، ومن بينها بالخصوص الاستراتجية الوطنية للشباب في أفق 2035 التي اطلقتها تونس منذ بضعة اسابيع والتي تتضمن محورا هاما يعنى بالعالم الرقمي. واشار المدير العام للمرصد الوطني للشباب فؤاد العوني من جهته الى ان التحدي الابرز المطروح اليوم في علاقة الشباب بالعالم الرقمي، عالم الغد والمستقبل المتحول هو "تحويل المخاطر الى فرص يمكن الاستثمار فيها من اجل بناء المستقبل". وبين أن 57 بالمائة من التونسيين هم من فئة الشباب الاقل من 35 سنة وهم يمثلون "فرصة ديمغرافية" بالنسبة لبلادنا خاصة وانهم الاقدر على التمكن من اليات الحداثة والتكنولوجيا مما يؤكد الحاجة الى العمل على تحويل التحديات الرقمية الى فرص يستثمرها الشباب لغاية الابداع والابتكار والتجديد العلمي والتكنولوجي. وابرز ان الاستراتيجية الوطينة للشباب في أفق 2035 تتضمن محورا بارزا حول علاقة الشباب بالعالم الرقمي والعمل على تشجيع الشباب وتحفيزهم على الابداع والابتكار والتجديد التكنولوجي مبينا أن المحاضرات التي ستقدم في ملتقى الحمامات حول "الجيل الرقمي" ستساعد على مزيد فهم العلاقة بين الشباب والعالم الرقمي واستشراف مستقبل هذه العلاقة وتطويع الاليات التي يمكن اعتمادها للتحفيز على الابداع والابتكار خاصة وان استراتجية الشباب تتميز بانها استراتجية مرنة وديناميكية وقابلة للتحيين بالاستفادة من كل المدخلات وخاصة منها الدراسات العلمية والاكاديمية الجديدة. واشار منجي الزيدي رئيس الجمعية التونسية للدراسات حول ثقافة الشباب من جهته، الى أن مبادرة الجمعية بتنظيم الملتقى الثاني حول قضايا الثقافة والشباب، واختيار موضوع "الجيل الرقمي" بمشاركة العالم الاكاديمي والمؤسساتي من خلال مرصد الشباب وصندوق الاممالمتحدة للسكان، يهدف بالخصوص الى مزيد التقريب بين الاكاديمي والمؤسساتي لخدمة الشباب وتثمين التكنولوجيا الرقمية انطلاقا من تشخيص العلاقة وتفكيك ابعادها بما فيها السلبي والايجابي وبما فيها النفسي والاجتماعي والثقافي. وأشار إلى أن هذه المشاركة الموسعة تهدف إلى توفير منطلقات علمية لوضع أو لتعزيز السياسات الشبابية التي تأخذ بعين الاعتبار التحديات الرقمية. واوضح ان علم الاجتماع الرقمي هو اليوم منهج يدرس في عديد الجامعات وهو مجال واسع للبحث ولانجاز الدراسات التي يمكن ان تعود بالفائدة على المجتمع خاصة وانها تقوم على دراسة عديد الظواهر الجديدة بما يساعد على تنشئة الشباب وتكوين الهوية والذاتية في ظل التحديات الرقمية. ويتضمن برنامج الملتقى عديد المداخلات العلمية من بينها "اليات بناء الاتجاهات السياسية في الشبكات الاجتماعية من طرف المؤثرين الرقميين" و "تاثير التواصل الاجتماعي على التنشئة الاجتماعية وبناء الهوية لدى الشباب" و "رهانات السياسي والمواطني والتربوي زمن الرقمي" و "الجيل الرقمي من الممارسة الى الفعل الاستراتيجي".
