على امتداد ثلاثة ايام من شهر ماي القادم ستعيش كلية الاداب والعلوم الانسانية بصفاقس على وقع الملتقى الدولي حول "الإنسانيات والثقافات والتحولات الرّقمية" تحت اشراف الدكتور محمد محسن الزارعي استاذ التعليم العالي ومدير مدرسة الدكتورا في الفنون والانسانيات بنفس الكلية حيث سيمثل فضاءً مفتوحا للنقاش والحوار والدراسات والنشر التفاعليّ، ويعمل على تطوير مجالات العلوم الإنسانية والثقافات وإمكانيات استفادة تلك المجالات من المعارف والتقنيات ذات القيمة التكنولوجية العالية لمعالجة إشكاليات أفقية (ثقافة/تواصل/ تربية/تعليم/ إتيقا) . هذا وسيتم بعث المنتدى في إطار أنشطة جمعية معارف في الصورة والتواصل الثقافي وبالتعاون مع هيئات ثقافية وكذلك هياكل علمية بجامعة صفاقس وجامعات تونسية وأجنبية، حيث ستتم الانطلاقة من دراسة الوضعية الرّاهنة لعلاقة العلوم الإنسانية والاجتماعية والممارسات الإبداعية بالمعارف الرقمية والتقنيات الحديثة، وهي علاقة تحتاج إلى مزيد الاهتمام لبيان التقاطعات والوظائف المتبادلة والحدود. وستندرج ضمن هذا المنتدى مسائل فلسفية واجتماعية وأدبية وفنية متنوعة وراهنة ومنها: استخدام الرقميات وتطوّر الممارسات، وتحليل أنماط التواصل والخطاب الرقمي والتبادل الثقافي والإفراط الرقمي(الإدمان، والتبعية السبرنطيقية (cyberdépendance))، وتبادل الخبرات والمعارف، وتطوير الكفاءات، والبعد التفاعلي مع الواب، وشبكات التواصل الاجتماعي، وتحوّلات الروابط الاجتماعية. وقد أكد الدكتور محسن الزارعي المشرف على المنتدى إلى أنّ غياب ثقافة رقمية في مجتمع ما يمكن أن يحيل إلى شكلين من الإقصاء: اقتصادي واجتماعي، وهو ما يؤدّي إلى نتائج كارثية تحيل إلى التفاوت وغياب المعرفة وفرص الولوج السلس إلى تحليل النّصوص والصّور والأنساق المرئية الأخرى. وخلف ذلك كلّه يمكن أن يحصل ما يسمى فقدان الكفاءة(skills)، أو انعدام الكفاءات المتصلة بالمهارات العملية(savoir faire) الذّاتية. مضيفا أن المنتدى سيخصص قسما هامّا من نقاشاته وأنشطته لاقتراح دراسات تتعلّق ببعض المؤشرات الخاصة برصد مسارات الحياة الرّقمية واتجاهاتها في المجالين الإنساني والثقافي، وذلك لضبط مواطن النّجاعة وكذلك مواطن الضعف لاقتراح الخطط المطلوبة لمعالجتها،الى جانب أنه سيعمل على التعاون مع هياكل بحث ومؤسسات جامعية وتربوية لبناء مدونة سلوك رقمي ومبادئ لقيم وممارسة معرفية وثقافية حسنة يمكن أن تكون مجال دروس أو أشكال أخرى من التكوين التطبيقي الذي يؤمّنه المنتدى حول آليات استعمالات التقنيات الرقمية في المعارف والبحوث الإنسانية والاجتماعية والثقافية، ويقدّم للطلبة والباحثين الشبان والفئات الشبابية المعنية. و بالنسبة إلى النتائج المتوقّعة من المنتدى فقد أضاف بقوله أنها ستتصل خاصّة بتكريس ممارسات جيّدة في استعمالات التكنولوجيات الرقمية في الإنسانيات والثقافة لدى الشبان في مناطق داخلية مع تأهيل كفاءات في الممارسات والثقافات الرقمية تشمل إضافة إلى الباحثين والطلبة في مجال العلوم الانسانية مشرفين وإطارات في التنشيط الشبابي والثقافي والسياحي،الى جانب إنجاز قاموس خاص بالمصطلحات والمفاهيم المستخدمة في الإنسانيات والثقافة والفنون الرقمية ونشر دراسات وكتب رقمية محكّمة وأساسيّة تتضمّن النّصوص والفعاليات المنجزة في إطار المنتديات مع بعث ورشات في تكوين الباحثين وتأطيرهم في مجالات الكتابة الرقمية والنشر الرقمي الى جانب تكوين مرصد للحياة الرقمية واليقظة الرقمية في مجال الإنسانيات والممارسات الثقافية. خاتما انه سيتم بالتنسيق مع جامعة صفاقس والوزارات والهيئات الثقافية المعنية طلب بعث مركز علمي أو ثقافي متخصص في الإنسانيات والثقافات الرّقمية، ويمكن أن يضطلع هذا المركز بمهام تطوير البحث في مجال الإنسانيات والثقافات الرقمية والتكوين والتأطير ونشر الثقافة الرقمية والربط مع مراكز أخرى في المستويين الوطني والخارجي.