كذّب المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر ادعاء الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عليه في مذكراته بتأييد غزو العراق قبل وقوعه عام 2003، والتحول بعد ذلك إلى معارضة هذا الغزو سعيا للفوز في الانتخابات الألمانية خريف 2002. وقال شرودر في تصريحات نشرتها بعض الصحف الألمانية الصادرة اليوم إن بوش لم يقل الحقيقة عندما زعم في مذكراته بدعمي لخططه للحرب على العراق خلال اجتماع عقد بالبيت الأبيض يوم 31 يناير/كانون الثاني 2002. وأوضح شرودر أن الرئيس الأميركي السابق ركز خلال الاجتماع على معرفة الموقف الألماني من الحرب على العراق إذا ثبت وجود علاقة بين نظام الرئيس صدام حسين ومنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. وقال المستشار الألماني السابق إنه أوضح لبوش في ذاك اللقاء وفي لقاءات أخرى تلته أن ألمانيا ستقف إلى جانب الولاياتالمتحدة إذا ثبت لنا تحول العراق إلى منطقة للحماية والدعم اللوجستي لمقاتلي القاعدة، وشدد على أنه لم يكن هناك مبرر لأي دعم للولايات المتحدة في غزوها للعراق، لأن بلاده تأكدت عام 2002 أن مزاعم إدارة بوش حول علاقة مفترضة بين صدام حسين والقاعدة مختلقةٌ ولم يوجد أي دليل يؤيدها.
أقوال بوش وكان بوش ذكر في مذكراته التي صدرت قبل أيام في الولاياتالمتحدة بعنوان "نقاط القرار" أن شرودر قال له خلال اجتماعهما بواشنطن قبل عام من غزو العراق "ما هو صحيح في أفغانستان يعد أيضا صحيحا في العراق، والدول التي تدعم الإرهاب عليها توقع تبعات أعمالها، وإذا اتخذت أنت قرارك بسرعة وحزم فأنا معك". وأشار الرئيس الأميركي السابق في مذكراته إلى أن شرودر تحول من تأييد الحرب على العراق إلى معارضتها، مستهدفا الحصول على مكسب سياسي في حملة الانتخابات العامة بألمانيا خريف عام 2002. وأضاف بوش أن شرودر لم يكتف بخداعي، بل سمح لوزراء في حكومته بإهانته وتشبيهه بالزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. كما اتهم بوش المستشار الألماني السابق بالسعي مع الرئيسين السابقين الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين عامي 2002 و2003 لتشكيل محور مناهض للسياسات الأميركية في العالم.