طالب الزعيم الليبي معمر القذافي مساء أول أمس بانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق بأسرع ما يمكن. وخلال اجتماعه في طرابلس بالمستشار الألماني غيرهارد شرودر حمل القذافي الولاياتالمتحدة المسؤولية عن الأزمة العراقية. وقال القذافي للصحفيين أن الانسحاب الأمريكي من العراق ينبغي أن يتم بأسرع ما يكون. وأكد أن انسحاب قوات الاحتلال سيكون أفضل للعراق ولأمريكا من جهته شكك شرودر في جدوى انسحاب أمريكي سريع ملمحا إلى أنه يؤيد بقاء قوات الاحتلال في العراق إلى حين يستقر الوضع الأمني وفق ما نقله عنه مصدر قريب من الوفد الألماني. وكان الاختلاف واضحا في موقفي القذافي وشرودر من المسألة العراقية التي كانت من جملة القضايا التي تناولها اجتماعهما الأول في طرابلس. وفي مقابل الاختلاف حول العراق وكذلك حول الدور الأمريكي في المنطقة العربية بما في ذلك دور واشنطن في الصراع العربي الإسرائيلي اتفق القائد الليبي والمستشار الألماني على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية خصوصا من خلال تسوية مشكلة الألغام الأرضية التي خلفتها القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. وخلال المحادثة الأولى بين الزعيمين أبلغ القذافي ضيفه أنه ينتظر بادرة من ألمانيا في ما يتعلق بإزالة الألغام. وأثناء اللقاء دعا المستشار الألماني القذافي إلى زيارة ألمانيا. ويزور شرودر ليبيا للمرة الأولى بعد التوصل إلى اتفاق في مطلع الشهر الماضي تقدم بموجبه مؤسسةالقذافي العالمية للجمعيات الخيرية تعويضات لقتلى وجرحى تفجير ملهى ليلي ببرلين عام 1986. وفي طرابلس أيضا سلمت أول أمس وزيرة الدولة البريطانية لشؤون المنطقة العربية وزير الخارجية الليبي عبد الرحمان شلقم رسالة من رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير إلى قائد الثورة الليبية. وكان بلير قد زار ليبيا في مارس الماضي وأجرى محادثات مع الزعيم الليبي.