رفضت الإدارة الأمريكية الدعوات التي أطلقها مسؤولون في الكونغرس الأمريكي لتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق وأعلنت أنه ليس هنالك أي نية للقيام بذلك... وجاء هذا الإعلان غداة إجراء الانتخابات العامة في العراق التي طالب على اثرها الرئيس الأمريكي جورج بوش بضمان انضمام السنة إلى العملية السياسية الجارية بالبلاد. وقد تزايدت الدعوات في الآونة الأخيرة بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد اجراء الانتخابات الأحد الماضي. وحث السيناتور الديمقراطي عن ولاية «ماساشوستس» تيدي كينيدي مؤخرا الرئيس الأمريكي جورج بوش على تبني جدول زمني لسحب القوات الأمريكية التي قوامها 150 ألف جندي من العراق. واقترح كينيدي مغادرة 12 ألف جندي أمريكي فور إجراء الانتخابات العراقية على أن تنسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية بحلول عام 2006 . عناد... أمريكي غير أن البيت الأبيض التزم الليلة قبل الماضية بالسياسة التي كان قد اعتمدها في السابق والتي تقضي ببقاء القوات الأمريكية في العراق طالما ان الحاجة موجودة لتحقيق الزمن والاستقرار في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان في ردّه عن سؤال في هذا الصدد «أعتقد ان الرئيس الأمريكي جورج بوش كان واضحا في ما يتعلق بالجداول الزمنية وسوف نتخذ هذه القرارات بناء على الظروف الموجودة على الأرض». وقال ماكليلان «من الواضح أننا نتحدث الآن عن تركيبة قواتنا مع الحكومة العراقية المؤقتة وسنستمر في ذلك مع الحكومة الجديدة عند تشكيلها». وقال مستشار وزارة الدفاع الأمريكية المستقيل دوغلاس فيث أمس الأول أن قوات «التحالف» ستنسحب من العراق عندما يصل الشعب العراقي إلى مرحلة يستطيع فيها الاعتماد على نفسه. وأضاف فيث «إن الإدارة الأمريكية عازمة على الانسحاب من العراق بمجرد الانتهاء من مهامها هناك وذلك بعد أن يصبح العراقيون قادرين على إدارة شؤونهم بأنفسهم». وتابع قائلا: «لدينا رسالتان الأولى تتعلق بالتأكيد على أننا مصممون على مساعدة الشعب العراقي كي يصل إلى مرحلة يستطيع فيها أن يدافع عن نفسه والثانية أننا نريد الانسحاب بعد انهاء مهمتنا في العراق لأن العراق ليس لنا وإنما للعراقيين. وسنكون سعداء حين يصل الشعب العراقي إلى مرحلة يحتاج فيها إلى وجود قوات أجنبية». وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش اعتبر في وقت سابق أن تحديد جدول زمني لانسحاب أمريكي من العراق قد يشكل رسالة لمن وصفهم ب»الارهابيين» مفادها ان كل ما عليهم القيام به هو التخطيط لعملياتهم بناء على هذه الجداول الزمنية. دعوة بوش وفي تعليق جديد له على الانتخابات العراقية التي جرت الأحد الماضي شدّد الرئيس الأمريكي جورج بوش على ضرورة أن تعمل القيادة المؤقتة في العراق على ضمان انضمام السنة إلى العملية السياسية الجارية بالبلاد. وجاءت دعوة بوش هذه خلال اتصالات اجراها مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر بخصوص الانتخابات العراقية. وقال البيت الأبيض ان الزعماء الثلاثة اتفقوا مع بوش في الرأي على «أن الانتخابات انتصار للشعب العراقي واتفقوا على أن الديمقراطية خطت خطوة كبيرة إلى الأمام في العراق». وأضاف: «انهم اتفقوا أيضا على الحاجة إلى التأكد من أن العملية السياسية يجب أن تشمل جميع العراقيين سواء صوتوا في هذه الانتخابات أم لم يصوتوا».