أربع سنوات (1461) يوماً والجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" أسير في سجون حماس، أربع سنوات و"جلعاد" يجلس في الظلام؛ لم ير الشمس، ولم ينظر إلى السماء، لم يعد النجوم، ولم ير استدارة القمر، أربع سنوات لم يستخدم "جلعاد" الهاتف، ولم يرسل بريداً عبر الإنترنت، ولم يسمع كله أحبك، لم يفتح باباً، لم يأخذ حماماً ساخناً، لم يمش على شاطئ البحر، لم يفتح جهاز التلفاز، ولم يستمع إلى أغنية، لم يرقص، ولم يسافر، ولم يفتح باب السيارة، أربع سنوات و"جلعاد" لم ير من يحب، ولا يسمع ما يطيب له، ولا يبصر ما يسر النظر، أربع سنوت و"جلعاد" لا يعرف أخبار الأهل، ولا يلتقي بصديق، ولا يعرف المصير الذي ينتظره، أربع سنوات "وجلعاد" ينام غريباً أسيراً وحيداً، ولا يفيق على همسة حب، ولا يفتح عينه ويغمضها إلا على صورة آسريه الذي لا تسر خاطره. تلك العبارات ترددت في وسائل الإعلام الإسرائيلية ولاسيما الإذاعة العبرية، صباح يوم الجمعة 25/6، مع رسائل قرئت بصوت أم الأسير "جلعاد" تناشد المجتمع عدم نسيانه، ورسائل تقول: تعال إلى بيتك يا جلعاد، كلنا في انتظارك، تعال الآن، لا تتأخر، مع تقديم قطع موسيقية، وأغاني تبث على مدار اليوم للأسير "جلعاد" الأسير البطل الإنسان المحبوب الذي يتمنى له الجميع أن يعود الليلة، هذا الأسير الذي أطفأ ليل إسرائيل على أمل العودة، وأطفأ ليل مدينة روما في إيطاليا لدقائق؛ عندما منحه رئيس بلدية روما الجنسية الإيطالية، وعندما التقى وزير خارجية إيطاليا مع والده "نوعم"، وقال له: لن تكون إسرائيل وحيدة في الشرق، ليطلق نصف مليون بالون هوائي في إسرائيل تحمل باسم "جلعاد شاليط" ورسائل تقول: كيف نأكل ونشرب، وننام، ونمشي، ونرفع رؤوسنا، ونتنفس ونضحك، وأحد جنودنا في الأسر! كما بثت الإذاعة العبرية نداءات من أصدقائه تحذر من المصير الذي آل إليه الطيار "رون أراد" الذي اختفت آثاره في الجنوب اللبناني قبل خمس وعشرين سنة، مع استطلاعات رأي في إسرائيل يقول فيها 64% أنه سيعود، ويؤيد 72% من الإسرائيليين الاستجابة لشروط حماس. شخصياً؛ أقف احتراماً لأصدقاء الأسير الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، واحترم والديه، وكل من يسعى لتحريره من الأسر، وأقدر وقفه المجتمع الإسرائيلي مع أسيره، وأحسد "شاليط على ما حظي فيه من اهتمام إعلامي إسرائيلي ودولي، يفوق ما حظي فيه ثمانية ألاف أسير فلسطيني، منهم 13 أسيراً مضى عليه في السجن أكثر من ربع قرن من الزمان العربي، ومنهم عدد 111 أسيراً مضى عليهم في السجون الإسرائيلية أكثر من عشرين عاماً زمن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومنهم عدد 33 امرأة فلسطينية أسيرة في السجون الإسرائيلية، ومنهم، فخري البرغوثي الذي عبر عليه ثلاثة وثلاثون عاماً وهو في غرفة السجن الإسرائيلية، زمن فلسطيني أسير يساوي اثني عشر ألف يوم من الأمل بالحرية.