برلين:اتهمت منظمة حقوقية ألمانية إثيوبيا بارتكاب جرائم حرب مروعة شملت إعدام عشرات المدنيين بإقليم أوغادين ذي الأغلبية الصومالية شرق البلاد.وقدمت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة طلبا رسميا إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة نافي بيلاي لإجراء تحقيق مستقل حول قتل القوات الإثيوبية عمدا وبدون سبب لصوماليين عزل ومسنين وفلاحين ورعاة بخمس من قرى أوغادين.وقالت المنظمة، في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، إنها قدمت في طلبها إلى بيلاي قائمة بأسماء 34 من أصل 70 شخصا أعدمهم الجنود الإثيوبيون خلال عملية تمشيط واسعة نفذوها في أوغادين في 18 مايو/ أيار الماضي. وحثت المنظمة الألمانية المفوضة الأممية لحقوق الإنسان على الكشف عن ملابسات "الجريمة الإثيوبية" قبل قمة العشرين للدول الصناعية الكبرى والدول النامية، المقرر انعقادها بمدينة تورنتو الكندية يومي 26 و27 من الشهر الجاري بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي. وأشارت المنظمة إلى أن العملية العسكرية الإثيوبية وما رافقها جاءت ردا على هجوم شنته جبهة تحرير أوغادين ضد قاعدة عسكرية إثيوبية في مدينة مالاكالا الواقعة على الطريق الإستراتيجي الواصل بين مدينتي هرار وجيجيغا شمال غرب أوغادين.
عزل وتمشيط وأوضحت المنظمة الحقوقية أن الجيش الإثيوبي قام عقب هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل 94 من جنوده، بعزل قرى فافين وجوري وبامباس وفارسو وجلالشا عن العالم وتمشيطها على نطاق واسع. وقالت المنظمة إن لديها أدلة من شهود عيان على قيام الجنود الإثيوبيين بإطلاق الرصاص على مسنين وفلاحين ورعاة صوماليين أمام أعين ذويهم في القرى الخمس التي فر كثير من سكانها عقب رفع الحصار الإثيوبي عنها. وأشار مسؤول قسمي أفريقيا وآسيا بالمنظمة الألمانية أولريش ديليوس إلى أن منظمة الأممالمتحدة ومفوضتها بيلاي هما وحدهما من لديه إمكانيات لإجراء تحقيق مستقل حول الاتهامات الموجهة لإثيوبيا بشأن هذه القضية. وقال ديليوس للجزيرة نت إن منظمات حقوق الإنسان المستقلة والصحفيين لا يمكنهم التحري والعمل بحرية داخل أوغادين بعد أن فرضت السلطات الإثيوبية هناك قيودا مشددة طالت أيضا منظمات الإغاثة الإنسانية. وأضاف أن منظمات حقوقية عديدة اتهمت إثيوبيا خلال حربها مع الصومال عامي 2007 و2008 بارتكاب جرائم حرب وقتل للمدنيين بإقليم أوغادين الذي تعادل مساحته مساحة ألمانيا وبلجيكا معا ويسكنه ثمانية ملايين نسمة معظمهم من الصوماليين المسلمين. وأشار ديليوس إلى أن السلطات الإثيوبية تتهم كل السكان الصوماليين بدعم جبهة تحرير أوغادين الساعية لاستقلال الإقليم عن إثيوبيا، وإنهاء سيطرة شركات النفط العالمية على البترول الموجود بهذه المنطقة. المصدر: الجزيرة