تعليق تداول أسهم الشركة العقارية التونسيّة السعودية بالبورصة    تواصل البحث عن المفقودين في حادثة غرق مركب بحري في سواحل جربة ( الحرس الوطني)    الجيش الإسرائيلي: عدد من قواعدنا العسكرية تضرر جراء الهجوم الإيراني    قوافل قفصة: التركيبة الكاملة للهيئة التسييرية الجديدة    كرة اليد: بعث مسابقة السوبر التونسي المصري    مصطفى عبد الكبير الهجرة غير النظامية سببا للانقطاع عن الدراسة    طقس الليلة: توقّعات بظهور ضباب محلي بهذه المناطق    وكالة نوفا : " تسمم رجل مخابرات الإيطالية بمادة السيانيد في تونس"    عاجل/ وزارة التربية تعلن عن ايقاف الدروس بصفة استثنائية كامل هذا اليوم..    مع ارتفاع نسق الطلب/ بشرى سارة بخصوص مادة البطاطا..    الرابطة 1 (الجولة4): النادي الافريقي والترجي الجرجيسي في حوار فض الشراكة في الصدارة    بطولة افريقيا لكرة اليد للسيدات: المنتخب التونسي يستهل مشاركته بمواجهة نظيره الانغولي يوم 27 نوفمبر    برنامج مباريات المنتخب الوطني سيدات في الدّور الأوّل لبطولة افريقيا لكرة اليد    رئاسية 2024 : اليوم الأربعاء آخر أيام الحملة الانتخابية في الخارج    اطلاق نار يستهدف سفارة إسرائيل في السويد    حوادث/ اصابة 460 شخصا خلال 24 ساعة..    بن عروس: القبض على مروّج مخدرات وحجز كميات مختلفة من المواد المخدرة    منوبة: تفاصيل إيقاف مروّج مخدرات صادرة في حقه 17 برقية تفتيش..    تونس بطاقة ايداع بالسجن في حق ستة أشخاص    رئاسية 2024 : تونس .. التاريخ والحضارة    البرونكيوليت''- مرض الأطفال : الدعوة إلى ضرورة اتباع هذه الاجراءات الوقائية ''    3 أنواع للادخار في البنوك التونسية    قنصلية تونس بدبي تُعلّق خدماتها يوم الجمعة...التفاصيل    سفينة محمّلة ب13 ألف طنّ من سماد الأمونيتر في ميناء بنزرت    جريدة الزمن التونسي    تونس في أقلّ من سنة: 14 ألف شخص مورّط في قضايا مخدّرات    وضعية التزويد بالقهوة وتكوين مخزونات استراتيجية محور جلسة عمل وزارية    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    ضربة إيران لدولة الاحتلال تجمد مباراة في دوري أبطال آسيا 2    عاجل : ناقوس خطر يهدد ملايين البالغين    عاجل/ حادثة غرق مركب هجرة بجربة: هذه آخر المستجدات وحصيلة الايقافات..    عاجل/ رئيس الأركان الإيراني يهدد بضرب كل البنى التحتية للمحتلّ..    انفجار في مطار ميازاكي باليابان يتسبب بإلغاء جميع الرحلات الجوية    بسبب عقود مشبوهة.. هذا ما قرره القضاء في ملف فساد مالي شمل هؤلاء    من بينهم قاضي سابق ومدير الشرطة العدلية السابق : بطاقات ايداع بالسجن في 6 متهمين في ملف فساد مالي    عاجل/ جماعة الحوثي تؤكد استهدافها مواقع عسكرية في عمق "إسرائيل" بصواريخ..    بينهم لطفي بوشناق: مهرجان الموسيقى العربية يكرم رمزا أثروا الساحة الفنية في العالم العربي    أطباء: 740 مليون طفل ومراهق في العالم سيعانون من قصر النظر في منتصف القرن    استعداد لبناني للتنسيق مع تونس لتأمين عودة آمنة لأفراد الجالية التونسية    بعد نشر صورهم على انهم غرقى.. ضبط 22 مجتازًا تونسيًا قبالة سواحل قرقنة    رئيس الوزراء الفرنسي يدعو إلى سياسة أكثر صرامة في قضايا الهجرة والدمج    دوري أبطال أوروبا : نتائج مباريات اليوم الثلاثاء    أولا وأخيرا ..ربيعنا وخريفهم    تونس وألمانيا تشرعان في تنفيذ برنامجي تعاون فني لدعم البنية التحتية للجودة في مجالي التنمية الاقتصادية والهيدروجين الأخضر    وزيرة التجهيز توصي بتسريع تنفيذ اشغال تدعيم الطريق الرابطة بين مفترق جلمة وحدود ولاية القصرين    ستة أفلام تونسية تشارك في الدورة الأربعين من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط    دورة اتحاد شمال إفريقيا: نتائج قرعة منتخبات أقل من 20 سنة    متى يتم الإعلان الشهر القمري ؟ة    فتح باب الترشح للدورة الثانية من المهرجان الوطني للمسرح التونسي    معهد تونس للترجمة : لا سبيل لإلغاء العقل البشري في الترجمة وتعويضه بآلة    تم نقله عبر الطائرة إلى ولاية صفاقس: إنقاذ مريض أصيب بجلطة قلبية في قرقنة    تلاقيح "القريب" ستكون متوفّرة بالصيدليات بداية من هذا الموعد    انطلاق تصوير سلسلة "سلة سلة"    إحياء الذكرى التسعين لوفاة الشابي في افتتاح الموسم الثقافي بولاية توزر    القط الروسي الشهير "كروشيك" يبلغ وزنا قياسيا والأطباء يفكرون بالحل    كلام من ذهب..البعض من أقوال محمود درويش    مع الشروق .. «حجارة من سجيل »    الشاعر بوبكر العموري.. القضاء على الفساد وبناء الدولة رهين مشروع ثقافي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقاطعة الانتخابات .. الرأي والموقف : د.محمد احمد جميعان
نشر في الفجر نيوز يوم 09 - 06 - 2010

مقاطعة الانتخابات ترشيحا وانتخابا حق ديمقراطي، يعبر عن موقف تجاه الحكومة التي تجري في ظلها الانتخابات، او القانون الذي تجري على اساسه الانتخابات ،او الالية التي تجري بها ، او لاعتبارات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية كثيرة يقدرها الفرد او الجماعة او الحزب او القوى التي تتخذ هذا القرار بالمقاطعة ، ومن هنا تاتي المشاركات عادة في الاقتراع عالميا بمعدل منخفض عموما .وقد سبق لجماعة الاخوان المسلمين ان اتخذوا مثل هكذا قرارا في السابق، وقد اعلنت الجماعة هذه المرة انها بصدد دراسة المشاركة او عدمها في هذه الانتخابات .
ان تدني نسبة المشاركة في الانتخابات يعطي دلالات ويوصل اشارات ان هناك خلل اواعتراض اواستياء من واقع ما، ويعني سياسيا رفضا وعدم قبول للواقع السياسي القائم جزئيا او كليا، او لقضية مطروحة شكلت ردة فعل ادى الى العزوف عن المشاركة، وهو تعبير شعبي قوي عن موقفها ، وقد يكون خطيرا عندما تتدنى نسبة الاقتراح الى حدود غير مقبولة يكون معها الاقتراع تعبيرا عن عدم القبول.. وقد يكون اخطر عندما تتدنى نسبة الاقتراع مثلا في الريف والبادية عنها في المدن او العكس، اذ سيكون عندها المؤشر قويا بعدم العدالة قد يسبق تطور مهم وخطير في المجتمع ..
الحكومة برئاسة الرفاعي الابن تنتظر على احر من الجمر قرارات الموافقة على المشاركة من عدمها في الانتخابات النيابية القادمة من كافة الاحزاب والقوى والشخصيات المؤثرين على الساحة لتشكل راي عام قادر على السير بالانتخابات بشكل مقبول وغير باهت ، وهي قلقة الى ابعد الحدود من احجاب البعض المؤثرين من شخصيات واحزاب وقوى وعشائر او ربما اعلانهم او اصدار بيانات بعدم المشاركة اوالمقاطعة لهذه الانتخابات، سيما الاحزاب المؤثرة على غرار جبهة العمل الاسلامي والشخصيات الرمزية التي تكرر خوضها واصبحت مقياسا او القوى الجديدة المؤثرة كالمتقاعدين العسكريين وغيرهم ،ولعل المزعج لها اكثر هو ان يصدر المتقاعدون بيانا يقاطعون به الانتخابات بعد ان اصبحوا تيارا يمثل العزة الوطنية والشجاعة والاقدام غير المسبوق .
لقد اصبح السير في اجراء الانتخابات طوق النجاة الوحيد لبقاء الحكومة على الاقل لنهاية هذا العام بعد ان وصلت الى حائط مسدود شعبيا وسياسيا، ولم يسبق لحكومة ان وصلت لهذا المستوى المتدني من الشعبية وضعف القبول وعدم الارتياح كما هي هذه الحكومة ، بل اصبحت عبئا ثقيلا على مكونات الدولة وهي تثير الزوابع المتلاحقة التي نجمت عن فقدان البوصلة وضعف الحكمة والسياسة في مسيرتها ، ولم يعد لها الا الانتخابات القادمة كوسيلة لاشغال القوى والاحزاب والنخب والشعب عن تخبطها وجملة المطالبات برحيلها .
جاء قانون الانتخابات الجديد من قبل حكومة غير شعبية ومتخبطة سياسيا في قانون مؤقت بمثابة صفعة او عدم اقتراث لبيان المتقاعدين العسكريين وباهتا ومهملا لمطالب الاحزاب المعارضة التي تطالب بتغيير الصوت الواحد ، ولم اجد من رحب به من القوى والاحزاب والنخب سوى الحكومة واقلامها ونخبها التي تروج له وبعض من يرى فيه تحقيقا لمصلحته .
لقد سبق لجهة حقوقية شبه رسمية ان انتقدت الانتخابات السابقة بشكل حاد ومفزع غير مسبوق ، وقد رافق ذلك انتقادات بالجملة من احزاب وقوى نعتت الانتخابات السابقة بالمزورة، وقد ترك ذلك اثرا سلبيا عميقا في الراي العام الارني افقدهم المصداقية في اجراء الانتخابات، وجاء حل مجلس النواب على خلفية ذلك بعد ان تدنت شعبية بما رافق ذلك من انتقادات حادة له ، وهذا الموقف يضاف الى قانون مؤقت لم يلبي طموحات الاخرين في ظل حكومة غير مقبولة شعبيا ومتخبطة سياسيا في قانون مؤقت جل ما يمكن قوله بانه يطيل عمر الحكومة ويؤجل رحيلها ، والاخطر انه يجعل من التغييرات الجديدة المضافة على قانون الانتخابات امرا واقعيا مستساغا يؤسس لحقوق مكتسبة يضاف الى ما سبق من حقوق قيل انها منقوصة ؟!
ان اجراء الانتخابات على ضوء هذا القانون المؤقت وفي ظل هذه الحكومة يعني ضمنيا القبول بالقانون الجديد وترسيخ ما استجد عليه من تغييرات وبالالية التي صدر بها، كما يعني ثقة ضمنية عملية على هذه الحكومة التي تجري في ظلها الانتخابات، وهو خدمة لحكومة تبحث عن طوق نجاة ، وهو ايضا فقدان لمصداقية من انتقد القانون القديم والجديد لا سيما الاحزاب وبيان المتقاعدين العسكريين الذي سوف يفسر بل يؤكد على ان بيانهم لم يكن الا لغايات انتخابية احسب ان عملا وموقف بهذا الحجم سوف يكون في مهب الربح، وهو مطب سياسي سوف يذهب ريح كل ما تشكل لهم في الذاكرة من شجاعة واقدام ناهيك عن ما سبق من قبول للحكومة التي انتقدوها .. وقبول بالقانون الذي جاء خلافا لمطالبهم وقد مارست فيه الحكومة الصلف والعنادة والاذعان لها.. واعتقد ان ذلك كله سوف ينعكس سلبيا على المتقاعدين والنخب والاحزاب الذين ارتفع صوتهم وطالبوا بالاصلاح والتغيير..، وسوف يكون محل استياء شعبي لن يحقق نجاحا انتخابيا وشعبيا لهؤلاء المنتقدين .. ،بل وسوف يفقدهم المصداقية في أي بيان او موقف قادم ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.