حدث انقلاب أميركي لافت، أمس، إزاء السودان، ينتظر أن تكون له تداعياته الإيجابية على مستقبل نظام الرئيس البشير، الذي تحاصره اتهامات جرائم الحرب، و«الإبادة» في دارفور، من جانب المحكمة الجنائية الدولية.وجاء الانقلاب اللافت، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، بإعلان موفد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن السودان لا يشجع أو يدعم الإرهاب، مطالبا في الوقت ذاته بشطبه من اللائحة السوداء، ورفع العقوبات عنه.وقال الموفد الرئاسي الأميركي سكوت غرايشن، والذي كان قد زار السودان، والتقى قياداته العليا ان «أجهزة استخباراتنا لم تقدم على الاطلاق، أي دليل ملموس يدل على أن السودان دولة داعمة للإرهاب». وأضاف «إنه قرار سياسي». وبحسب موقع الخارجية الأميركية على الإنترنت، فإن السودان أدرج على هذه اللائحة في أغسطس 1993. وهو الدولة الرابعة في اللائحة إلى جانب كوبا وإيران وسوريا. وقال غرايشن، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو «ان تداعيات العقوبات الناجمة عن (إدراج دولة على لائحة الدول الداعمة للإرهاب)، تمنعنا من تشجيع التنمية في البلد على غرار ما نود القيام به». وأضاف أن العقوبات الأميركية لا تؤدي «في الواقع إلا إلى وقف ورش أشغال»، البنى التحتية في جنوب البلاد. وأورد حالة معدات بناء الطرق أو الأجهزة المعلوماتية المخصصة للمدارس، وهما فئتان من السلع التي لا يمكن للشركات الأميركية تصديرها قانونيا بفعل العقوبات وردا على أسئلة عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ، أكد غرايشن انه لا يوجد «أي دليل»، على أن السودان يشجع أو يدعم الإرهاب. بل على العكس، فإن حكومة عمر البشير مدت يدا قوية، على حد قوله، إلى الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا، أن السلطات ستعتقل الرئيس السوداني عمر البشير، الذي اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، إذا ما زار جنوب إفريقيا. وقال المدير العام للوزارة اياندا نتسالوبا «لدينا بعض الالتزامات الدولية. ومن جهة أخرى، فإن برلماننا صوت على قانون» يطبق هذه الالتزامات، موضحا في الوقت نفسه، أن الحكومة لا توافق على مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف «لا يمكنني أن أتصور أن الحكومة تتصرف خارج إطار القانون، لا يمكننا أن نعود عن التزاماتنا القانونية الدولية». واصدرت المحكمة الجنائية الدولية في مارس مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور غرب السودان، حيث تدور حرب أهلية منذ2003.