ليس من العيب أن يعترف الإنسان بغبائه و ضلاله حين يثبت لديه ذلك ، وأنا اليوم أعترف أمام نفسي بكلّ ذلك وأكثر .. الرّئيس الّذي " قدّرناه واحترمناه وعملنا تحت إمرته ..." على رأي راجل أمّنا الأوّل ، خرج علينا اليوم ببيان - بعد ما يقارب من 24 ساعة من الكارثة ( تماما مثلما كان يفعل راجل أمنا الأوّل بعد أن يقدم الكبار مواقفهم و يصوغ هو بتروّ موقفا مخاتلا لا موقف فيه ولا يعبّر عن شيء - ليدين تدخّل العسكر في الحياة السياسيّة ( هكذا بمنتهى العموميّة ، فسيّدنا يتحدّث في الأصول ولا يختصّ شأنا بعينه ) وكأنّ هناك في العالم أيّ نظام ديموقراطي أو شبه شبه شبه ديموقراطي لا يدين تدخّل العسكر في السّياسة ، لم يطالب باحترام الشرعية المتمثلة في كل ما تمّ إسقاطه تحت أحذية العسكر : شرعية الرئيس والحكومة والدستور ومجلس الشعب ، ثمّ هو يطالب بعودة السّلطة إلى المدنيين في أقرب وقت ..( ليس إلى الرئيس الشرعي الّذي اغتصبت منه ، وإنّما إلى المدنيين : يعني لا بأس وفق الأجندة التي أعلنها المجلس العسكري ، وفي تناغم تامّ مع أشباه المواقف الّذي تعوّدنا عليها من راجل أمنا الأول ...المهم أن تعود للسلطة للمدنيين - ما يعرفش أنها سوف تعود حتما إلى ذلك ، ولكن على طريقة مبارك ... ثمّ إنّ سيدنا ينظر بقلق ... - اللّطف عليك : الله لا يقلّقك - ينظر بقلق إلى الاعتقالات ، ولا يدينها ولا يطالب بإطلاق سراح فوري ، والكفّ عن الفاشية العسكرية أكثر من ذلك ، سيدنا يعترف ، وبالفمّ المليان بالحكّام الجدد للقاهرة ، بدليل أنه يطالب السلطات بأن تراعي الحرمة الجسدية والمعنويّة لمرسي ... أكثر من ذلك ، سيّدنا يقدّم المبررات الضّمنية لما أقدم عليه كلاب القبائل الجاهليّة الجديدة في مصر : فهو يذكّر بالتّجربة الائتلافيّة التونسية التوافقية الرّائدة ، وكأنّ غير هذا الشكل يبرّر الانقلاب عليه ... لو كان هنالك رئيس واحد في الدّنيا ، كان يجب عليه أن يدين ما وقع في مصر ويطالب باحترام الشّرعية بلا أي لبس أو مواربة وبكلّ ما يتقن من اللّغات ... كان من المفروض أن يكون المرزوقي ...الرئيس الذي أتت به – صواديزون – الثورة ، و لكن ، ماذا يبقى لنقول ؟؟؟؟ لعلّه يخشى فعلا غضب أعرافه الأوروبيين والخليجيين ... شكرا سيدي الرّئيس ، لأنّ صفعتني بمواقفك العظيمة هذه لتوقظني من غبائي ... طبعا أنت لا تستطيع أن تتحدّث عن شرعية مرسي ، الذي خاض الانتخابات وفاز مباشرة بأصوات الملايين ، لأنّك صاحب شرعيّة توافقية على حد تعبيرك لم تكلّفك سوى سبعة آلاف صوت ... شكرا سيدي الرّئيس ، ومعذرة لأنني أمضيت كل هذه السنين وأنا أدافع عن المناضل السياسي والحقوقي والدكتور صاحب المؤلفات والبدويّ البسيط الذي صار بعدل الله رئيسا لينتقم وننتقم جميعا من عصر الديكتاتورية ... لكنك اليوم تصفعنا جميعا نحن أبناء الثورة في أكثر الأيام التي كان ينبغي على الرّجال أن يكونوا فيها رجالا ... عزاؤنا أنّنا وجدنا الموقف الّذي نبحث عنه في بيان حركة النّهضة ، وربّي يطيّب عشرتك سيدي الرئيس مع فرانسوا هولاند ***************************