لم يمنع البرد القارس مئات المواطنين العرب والألمان من التظاهر أمام بوابة براندنبورغ التاريخية بقلب العاصمة الألمانية مساء أمس السبت للإعراب عن تضامنهم مع قطاع غزة والمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القاطاع منذ أكثر من عامين. وشارك في التظاهرة ممثلون للجمعبات الفلسطينية والعربية في برلين ومن حزب اليسار الألماني المعارض، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والعراقية ولافتات تندد بقطع إسرائيل المواد الغذائية والطبية عن الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، وطالبوا حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالحوار والوحدة.
معاناة فلسطينية وفي هذه المظاهرة أشاد رئيس المبادرة الفلسطينية ووزير الإعلام الفلسطيني السابق د. مصطفي البرغوثي بالألمان والأجانب المشاركين في التظاهرة، وحثهم على دعم كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والعنصرية الإسرائيليين. البرغوثي تحدث عن معاناة الفلسطينيين بسبب سياسات الاحتلال (الجزيرة نت)
وتحدث البرغوثي في الكلمة التي ألقاها باللغة الإنجليزية عن جوانب من معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ودور إسرائيل في تدمير الاقتصاد الفلسطيني وإسهامها في تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، وشدد على أهمية تضامن الفلسطينيين في الشتات مع إخوانهم في الضفة المحتلة والقطاع المحاصر.
وقال إن التظاهرة تجرى أمام بوابة براندنبورغ التاريخية التي جاورت في الماضي القريب سور برلين الذي قسم عاصمة الألمان العريقة إلى شطرين، وأشار إلى أن جدار الفصل الذي بنته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية يعادل طول جدار برلين ثلاث مرات وارتفاعه مرتين، وتوقع أن يكون مصير الجدار الإسرائيلي هو الزوال مثلما زال سور برلين.
أما رئيس التجمع العربي في ألمانيا نبيل رشيد فقد تحدث عن ممارسات إسرائيل العنصرية ضد الفلسطينيين، وقال إن إسرائيل هي الابن المدلل لأوروبا وهي مشكلة أوروبية صنعت في قلب الشرق الأوسط.
العلم الفلسطيني يرفرف أمام بوابة براندنبورغ تضامنا مع غزة (الجزيرة نت) الدور الأوروبي وطالب رشيد المواطنين الألمان بعدم الاقتصار فقط على مناهضة العداء للسامية في أوروبا، وأن يرفعوا أصواتهم برفض عدوان إسرائيل وعنصريتها ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا الأوروبيين لإدراك أن حرية الإنسان لا تتجزأ وأن العدالة ليست حكرا على شعب بعينه فهذه قيم إنسانية ثابتة تشمل كل الشعوب والأمم.
ومن جانبه قال رئيس الجالية الفلسطينية في برلين د. أحمد محيسن إن تداعيات حرب التجويع والإظلام والإغلاق والحصار ضد قطاع غزة تؤكد أن فصول النكبة الفلسطينية مستمرة ولا تتوقف عند حدود.
واستغرب محيسن حالة الصمت والتواطؤ الرسمي والدولي المريب تجاه حرب القتل والتجويع الإسرائيلية ضد القطاع، ورأى أن هذه الحرب تأتي في سياق المساعي المتواصلة لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.