أصدر رئيس أركان الجيش الصهيوني الجنرال بيني جانتس تعليماته إلى قادة القوات بالجيش باستكمال كافة الاستعدادات الضرورية، تحسبا لاستمرار أعمال الشغب التي يقوم بها فلسطينيون، وتدهور الأوضاع أمنيا في الضفة الغربية. فيما طالبت رئيسة حزب «ميرتس» نتنياهو بالكشف عن الخطوات التي ينوي اتخاذها لدرء اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة وذكر راديو «صوت إسرائيل» أمس أن كبار ضباط الجيش سيشاركون هذا الأسبوع في اجتماع خاص لدراسة كافة السيناريوهات المحتملة في المناطق التي شهدت احتجاجات، والخطط التي أعدت للتعامل معها.
زيارة اوباما
ومن جانبها، قالت مصادر أمنية إسرائيلية، إن السلطة الفلسطينية لن تسمح بتصعيد الموقف قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأراضي المحتلة المقررة الشهر المقبل، مضيفتا أن الحكومة تستعد للإعلان عن سلسلة بوادر حسن نية إزاء الجانب الفلسطيني عشية هذه الزيارة، بما في ذلك تقديم تسهيلات وتحويل أموال، والإفراج عن بعض السجناء.
وفي الاثناء طالبت رئيسة حزب «ميرتس» النائبة زهافا جالون، رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بالكشف عن الخطوات التي ينوي اتخاذها لدرء اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وذكر راديو «صوت إسرائيل» أن جالون أكدت أمس أهمية قيام نتنياهو بالكشف عن حقيقة الأوضاع في المناطق الفلسطينية. وحذرت من أن المناطق على فوهة انفجار شديد بسبب ما وصفته ب«قصور الحكومة» على الصعيدين الأمني والسياسي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت قد أعلن في وقت سابق أن الاراضي المحتلة «تقف على شفا انتفاضة فلسطينية ثالثة»، مؤكدا أن وتيرة الأحداث على الأرض تتصاعد على نحو قد ينفلت معه زمام الأمور.
وفي اتجاه آخر قالت مصلحة السجون الإسرائيلية، إن ثلاثة آلاف أسير فلسطيني أعلنوا إضرابهم المفتوح عن الطعام أمس، تنديدا بوفاة الأسير عرفات جرادات، في سجن مجدو مساء أمس الاول.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكتروني، «أن الأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو قرعوا أبواب الغرف والزنازين، وألقوا بالمواد الموجودة داخل الغرف إلى الممرات باتجاه السجانين».
وحسب منظمات حقوقية فلسطينية ووسائل إعلام إسرائيلية فقد شرع الأسرى في سجون الاحتلال امس، في الإضراب الشامل عن الطعام ليوم واحد، وأرجعوا وجبات الطعام حدادا على وفاة جرادات (30 عاما) من محافظة الخليل بعد اعتقاله بستة أيام، وتنديدا بسياسة الاحتلال القمعية المتصاعدة بحق الحركة الأسيرة.
اضراب عام في الضفة
ومن جانبه، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على ضرورة كشف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة الأسير جرادات وعلى وجه السرعة، مضيفا «لا يمكن إعفاء الاحتلال من المسؤولية، حيث لا يمكن فصل واقعة الوفاة عن كونها وقعت في ظروف اعتقال، وفي سجون الاحتلال داخل إسرائيل، الأمر الذي يشكل بحد ذاته مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة».
وأعلن مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطيني، عن أن توترا كبيرا يسود كافة السجون عقب وفاة جرادات، وهناك خوف كبير على حياة الأسرى المضربين عن الطعام والمرضى في ظل تعنت سلطات الاحتلال في الإفراج عنهم.
وعلى صعيد متصل دخلت مدينة الخليل جنوب الضفة في اضراب عام حدادا على وفاة الأسير جرادات، كما أعلنت عدة مؤسسات بمحافظة جنين، شمال الضفة الغربية أمس إضرابا تجاريا، وإضرابا عن الطعام حدادا وتضامنا مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال.
واتهمت حركة فتح الفلسطينية، التي ينتمي لها الأسير المتوفي، الاحتلال بتصفيته داخل سجن يفتقر للمعايير الدولية، ودعت فتح في بيان لها أمس، العالم لإجبار الاحتلال على فتح السجون للوقوف على حقيقة التعامل الإسرائيلي اللاإنساني مع الأسرى، حسب البيان.