تنجز حاليا بولاية سليانة بعض المشاريع للتنمية المندمجة،لكن مقابل ذلك مازالت بعض المشاريع الأخرى معطلة ،بالرغم من توفر الاعتمادات المالية لها. في إطار تطبيق الإستراتيجية المسطرة لتنفيذ برامج التنمية بولاية سليانة، فإن هدف مشاريع التنمية المندمجة، هو بالاساس ، الصبغة الاندماجية في تدخلاتها بالوسطين الريفي والحضري، وتكريس مبدإ المقاربة ،التشاركية في تنفيذ مكوناتها ،إضافة إلى بعث حركية اقتصادية ،وتحولات اجتماعية ،مع تدعيم فرص التشغيل ،وتعزيز بالتالي مؤشرات التنمية البشرية لتحسين نوعية الحياة والمحافظة على محيط عيش السكان.
فمكونات المشاريع الثلاثة المخصصة لكل من معتمديات كسرى ،الروحية وسيدي بورويس،تهدف بالأساس إلى تطوير البنية التحتية ،والنهوض بالعناصر الفلاحية ،وإحداث فضاءات صناعية ،وإقامة تجهيزات جماعية ،وتركيز مؤسسات خدماتية ،هذا بالإضافة إلى تكوين الشبان والفتيات ،والنهوض بالمهن الصغرى ،وتحسين بالتالي ظروف العيش عامة.
وفي هذا المجال يؤكد السيد كمال الصادقي منسق مشاريع التنمية المندمجة بولاية سليانة ،أن تنفيذ البرامج المقررة يسير بصورة عادية ،عدا بعض الإشكالات التي تعتبر جدية ،والتي برزت في الأثناء ،وقد يكون لها انعكاس سلبي،على نسق تقدم جهود التنمية المحلية بالمناطق المعنية بالتدخل.
وكما يشير في ذات السياق ، إلى أن الخلاف الحاد والمستعصي بين البعض من أهالي منطقة « أولاد بلال» التابعة لمعتمدية الروحية حول تحديد مكان البئر العميقة المقررة للمنطقة ، قد ينتج عنه ،(في صورة تواصل هذا الخلاف العقاري) التخلي عن حفر هذه البئر العميقة ، والعدول عن تهيئة منطقة سقوية واعدة قدرت مساحتها ب 44 هك ،وتفوق كلفتها ال 600 ألف دينار ،دون نسيان المؤثرات السلبية الأخرى والمتمثلة أساسا في حرمان العشرات من الفلاحين من تحسين مواردهم المعيشية وذلك من خلال استقرارهم الدائم فوق أراضيهم .ويواصل السيد الصادقي كلامه بان بعض المواطنين في ذات المنطقة اعترضوا على تهيئة وتعبيد مسلك فلاحي يعتبر حيوي بالنسبة لنشاطهم الفلاحي.
معتمدية سيدي بورويس هي الأخرى عرفت بعض مشاريعها نوعا من التعطيل من قبل البعض من السكان على غرار ما تم مؤخرا بمشروع تزويد منطقة « فج أولاد تليل» بالماء الصالح للشراب ،والذي قدرت تكلفة انجازه ال 150 ألف دينار،إذ يلاقي هذا المشروع عديد الصعوبات في تنفيذ الانجاز ،وذلك نظرا لمطالبة متساكني «الحنانشة» و«الرزيقات» بإدراجهم هم أيضا بالتزويد ، مما يستوجب إضافة غير مبرمجة في الشبكة ، وفي التكاليف أيضا.ومن جهة أخرى حسب محدثنا السيد الصادقي أفاد بأنه تم خلال السنة الإدارية المنقضية (2012) إقرار 6 مشاريع جديدة لولاية سليانة ،وذلك ضمن القسط الثاني للتنمية المندمجة تهم 6 معتمديات وهم ،الكريب ،بوعرادة،العروسة،قعفور،مكثروسليانة الجنوبية،إذ تم لذلك حسب محدثنا رصد 30 مليون دينار ،أي 5 مليون دينار لكل معتمدية .إذ تخضع هذه المشاريع الستة المذكورة حاليا ،للتشخيص من قبل الدوائر الفنية ،وذلك بشراكة مع هياكل من المجتمع المدني ،من اجل ضبط الأولويات التي يجب اعتمادها في تشخيص هذه المشاريع ،وذلك طبقا لحاجيات السكان المنتفعين .
وحتى يتم تشخيص هذه المشاريع بما يليق وحاجيات السكان المنتفعين تعكف حاليا حسب محدثنا كافة الأطراف المتدخلة ،لانجاز هذه المشاريع مركزيا،وجهويا ،ومحليا من اجل إعداد مضامين الدراسات الاقتصادية ،والاجتماعية ،والمقترحات التنموية ،هذا وكما تعمل أيضا على تحديد اولويات البرامج ومراحل انجازها ،وخاصة فيما يتعلق بتذليل الصعوبات والعراقيل في شانها .
ويوضح منسق مشاريع التنمية المندمجة السيد كمال الصادقي، بأن تأخيرا ملحوظا يرافق هذه المشاريع الستة بسبب الخلل الناتج عن عدم استقرار بعض المعتمدين بمراكز عملهم ،وذلك نظرا للظروف الأمنية الاستثنائية ،وخاصة في معتمدية مكثر.أما الإشكاليات الثانية فتتعلق أساسا بعدم ايلاء المصالح الجهوية والمحلية ما تستحقه هذه المشاريع من أهمية ،وأولوية ،الشيء الذي استوجب التفكير الجدي جهويا ،في تكوين لجنة إدارية مؤقتة توكل لها مهمة إعداد وثيقة تفصيلية ،لكل مشروع من اجل عرضها على لجنة القيادة بوزارة التنمية الجهوية والتخطيط للمصادقة عليها.