لتجنب وقوع ضحية الإحتيال الإلكتروني.. إليك هذه النصائح    الإنتخابات الرئاسية : نحو إعادة هيكلة القانون الإنتخابي الحالي    جهود لتعبئة الموارد المالية اللازمة لدعم الانتقال الإيكولوجي    صندوق ببنك أوروبا للإعمار: 40 مليون دولار لتمويل شركات بتونس ودول أخرى    يعد أحد أبرز الخبرات المالية في البلاد.. رشيد باتيتة على رأس الشركة التونسية للبنك    القدرة الإنتاجية العالية الجودة الصينية تساعد بلدان العالم على تسريع التحول الطاقي ومكافحة تغيّر المناخ    كأس تونس: الملعب التونسي يطرق ابواب لقبه السابع .. والنادي البنزرتي ينشد تتويجه الرابع    مؤشرات مبكرة لمرض الزهايمر ماهي ؟    مادة خطيرة في المستشفيات تتسبب في ولادة أطفال برؤوس منكمشة    شبيبة العمران تحرز اللقب الشرفي لبطولة الرابطة المحترفة الثانية    الموريتانيون ينتخبون رئيسا جديدا    من يتصدر النتائج الأولية لقائمة الإنتخابات الرئاسية في إيران ؟    إيقاف وزيرة مناخ المالديف بشبهة ممارسة "السحر الأسود" ضد رئيس البلاد    طبيب الأهلي يكشف تطورات الحالة الصحية لعلي معلول    طقس اليوم: الحرارة تصل إلى 47 درجة مع ظهور الشهيلي وأمطار مُرتقبة بعد الظهر    طقس اليوم : درجات الحرارة تصل إلى 47 درجة    سفارة السعودية في روما تحذر: ارتفاع حالات السرقة تستدعي الحذر في أماكن العامة    لأول مرة في تاريخ منغوليا رئيس سابق للدولة يصبح عضوا في البرلمان    عاجل/ جنوح سفينة قمح روسية كانت متجهة الى تونس قرب سواحل تركيا    اليوم: الحرارة تصل 47 درجة    مكوّن شائع في المطبخ يخلّصك من الذباب    في دار الثقافة قصور الساف..اختتام الدورة 13 من مهرجان علي بن كاملة للمسرح    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    للوفاء والذكرى والتاريخ .. الأم الفلسطينية ...عطاء بلا حدود ومعاناة يومية مستمرة !    «لارتيستو» .. الكوميدي وليد الزين ل«الشروق».. إضحاك التونسي اليوم أمر صعب    بعنوان»هيب هوب تونسي تونسي» للمهرجانات الصيفية .. عرض فني جديد للفنان الشاب محمد وسيم الغيداوي    قضية محمد بوغلاب: إقرار الإدانة مع ترفيع العقاب البدني إلى ثمانية أشهر سجنا    نجاحات تاريخية في كرة السلة وكرة القدم...الإتحاد المنستيري يُعانق الابداع رغم ضعف الامكانات    توقعات.. قطاع السياحة في تونس يمكنه ضخ 23 مليار دينار في الاقتصاد خلال سنة 2024    الستاغ توضّح بخصوص انقطاع الكهرباء في بعض المناطق بولاية قفصة    مرض الجلد العقدي المعدي عند الأبقار: وزارة الفلاحة تحذر وتوصي..    طقس الليلة    عاجل : تسميات جديدة في وزارة الصناعة    وزيرة العدل تعقد جلسة عمل بخصوص مناظرة عدول الاشهاد    حريق يلتهم عشرات الهكتارات من القمح والتين في هذه الجهة    حكم فلسطيني ضمن طاقم نهائي كأس تونس    البشير بن سعيد في طريقه الى الترجي الرياضي    رفع في أسعار الكهرباء بنسبة 38 بالمئة ..التفاصيل    عاجل: البريد التونسي يُعلن عن التوقيت الصيفي للعمل    بطولة ويمبلدون للتنس : من ستواجه أنس جابر ؟    وزيرة الأسرة تفتتح مُركب الطفولة بالحفصيّة بتونس العاصمة في حلّته الجديدة    الكاف: اتحاد الفلاحة يدعو مربي الأبقار إلى اليقظة التامة إثر ظهور بؤر لمرض الجلد العقدي في ولايات جزائرية حدودية    عاجل/ الترفيع في الاجور الدنيا المضمونة في القطاع الخاص    جندوبة: انفجار في قناة رئيسية ناقلة لمياه الري يتسبّب في غلق الطريق وأضرار كبيرة لدى الفلاحين    السجن لأستاذ و مدير معهد ثانوي لشبهة تحرّش بتلميذة قاصر    الممثل مراد كرّوت في ذمة الله    الممثل التونسي مراد كروت في ذمة الله    ديون حرفاء الصوناد تبلغ 860 مليون دينار!    صادم/ تلميذة بكالوريا تدلّس SMS نتيجتها!!    خلال زيارته الى بلدية تونس.. سعيد: "أطراف تسعى الى التنكيل بالمواطن وتعطيل مؤسسات الدولة "(فيديو)    سمير الوافي ... الموجع والمقرف أنه حفل محسوب على غز ة...وبإسم مأساة غز ة...ورفعت فيه أعلام فلسطين وشعارات التضامن مع غز ة...    مدير مهرجان الحمامات الدولي: " لم نرفض مسرحية الجعايبي، بل مؤسسة المسرح الوطني تقدمت بعملين واخترنا "رقصة سماء" تكريما للفنانة منى نورالدين بمناسبة ستينية المسرح والمهرجان"    افتتاح الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون: تكريم نخبة من الإعلاميين ونجوم الدراما وراغب علامة يغني أمام جمهور غفير    خطبة الجمعة .. لإيجاد الحلول لمصالح الناس...لم يغلق الإسلام باب الاجتهاد    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    الإمارات: خطبة وصلاة الجمعة 10 دقائق صيفاً    نهائي كأس تونس: تحديد الفريق المستضيف وتوقيت المباراة    ما هو'' التوقيت صيفي '' وكيف بدأ في العالم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بنزرت : السوق الاسبوعية ببازينة - تجاوزات... «غلاء فاحش»... والرقابة الاقتصادية غائبة!
نشر في الشروق يوم 25 - 01 - 2013

انطلقت رحلتنا باكرا صباح الاحد وكانت وجهتنا السوق الأسبوعية ببازينة من معتمدية جومين هذه السوق التي تعتبر محطة اقتصادية واجتماعية هامة تعرض فيها المنتوجات الفلاحية يلتقي فيها المتساكنون للبيع والشراء.

حاولنا كعادتنا أن ننتقل إلى المكان ومعايشة سكان منطقة بازينة والبحث في أهمية هذا السوق وما يوفره من فضاء اجتماعي واقتصادي وحتى ترفيهي هام , وهو يعتبر وجهة العديد من المواطنين والزائرين من مناطق مختلفة وجهات مجاورة كباجة وبنزرت وتونس وماطر وغزالة وسجنان... وكل وغايته فأغلبهم يزور السوق لاقتناء بعض المواد الفلاحية خاصة البيض – الدجاج – الديك الرومي... وبعض المواد الاستهلاكية المشتقة من الحليب كالسمن والجبن... التي تمتاز بها عدة مناطق مجاورة كالبلالمة وأولاد سعيد وغيرها...

البداية كانت من سوق الدواب «الرحبة» حيث سجلنا غياب كلي للأبقار والدواب وحتى الحبوب. في حين سجلت الأغنام والمعاز حضورها بأسوام مرتفعة وهنا يقول السيد حبيب (تاجر مواشي وفلاح) «كما تلاحظ السوق اليوم شبه فارغة من المواشي والأسعار مرتفعة فمثلا هذا العلوش لا يفوق وزنه 15 كيلوغراما وثمنه يتجاوز 300 دينار فبكم سأشتريه ؟ وبكم سأبيعه ؟ وما الأرباح التي سأحققها إذا أضفنا الى سعره ثمن العلف والنقل والمكس « الأداء».

العرض فاق الطلب

وعند مرورنا بباعة الملابس المستعملة استوقفنا مشهد كثرة المعروضات وقلة الإقبال مما جعلنا نقترب أكثر من التجار لمحاورتهم حول مسألة العرض والطلب والصعوبات التي يعيشها القطاع وهنا يقول فتحي الخويلدي تاجر ملابس مستعملة أصيل منطقة نفزة - باجة الذي يقول « أنا أصيل منطقة نفزة من ولاية باجة أنهض باكرا لكي أصل الى السوق في الوقت المناسب وإن أردتني ان أحدثك عن تجارتنا فأقول لك اننا نعاني مشاكل بالجملة « يا حسرة على أيام زمان كيف كان الواحد ينجم يعيش من الفريب...» فتجارتنا الآن تعيش كسادا بسبب غلاء أسعار الشراء بالجملة التي تستوجب الترفيع في أسعار البيع بالتفصيل فتجارتنا أصبحت لا تغطي مصاريفنا المتعدّدة كالتنقل والأكل...

كما يضيف السيد مراد النصري تاجر ملابس مستعملة من مدينة باجة « لقد بدأت معاناتنا منذ السنوات الأخيرة حين انتشرت ظاهرة تهريب الفريب الى البلدان المجاورة كالجزائر مما ساهم في ارتفاع أسعار « البالة « فمثلا التي نشتريها من المزود بالجملة ب 60 دينارا أصبح سعرها يتجاوز ال250 دينارا. إضافة الى ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن خاصة ذوي الدخل الضعيف والمتوسط.

أما منجي بوساحة تاجر باجة يقول : 3صناع والمكس «الأدءات» ومصاريف النقل ومدا خيل دون المطلوب يجعلنا أحيانا نبيع لأجل توفير كل هذه المصاريف حتّى على حساب رأس المال بمعنى ثمن الشراء.

غلاء فاحش

واصلنا رحلتنا بين البضائع والمعروضات المتعدّدة والمتنوعة فمن الملابس الجاهزة الى الأواني البلورية الى الأحذية التي لاحظنا أنها لا تلاقي إقبالا كبيرا من قبل الحرفاء على عكس سوق الخضر والغلال الذي يشهد إكتظاظا وازدحاما مفرطا وهنا التقيت بعدد من المواطنين والتجار الذين حاولنا الإنصات الى أرائهم وكانت البداية مع السيد حوسين الغانمي تاجر خضر وغلال الذي يقول : « ذهبت البارحة للتزود بالخضر والغلال فكما ذهبت عدت لم أتمكن من اقتناء أي شيء والسبب هو غلاء سعر الخضر فالفلفل مثلا تجاوز ثمنة 2200 مي والطماطم 1600 مي سعر الجملة.

وهنا يتدخل سامي المنديلي أسعار الخضر في ارتفاع مشط الفلفل والموز سوم واحد 2500مي والطماطم 1800مي والبطاطا 750 أحيانا فالمواطن متوسط الدخل لا يمكنه أن يملأ القفة بأقل من 30 دينار فان أضفنا عليها اللحم فيجب أن نحصل على قرض من البنك الفلاحي فثمن الكيلوغرام من لحم العلوش تجاوز 20 دينار... يتنهد ويضيف « فالأسعار مشتعلة «نار يا حبيبي نار» أو كما يقال «جمرة».

تجاوزات

وواصلنا جولتنا حيث سجلنا غياب إشهار الأسعار عند البعض التي تحث وزارة التجارة والرقابة الاقتصادية على ضرورة الاستظهار بها وهنا نتساءل عن الغياب المحيّر لأعوان الرقابة الاقتصادية. فعدد الباعة الملتزمين باحترام القانون هم قليلون خاصة تجار الغلال التي تعتبر أسعارها في المتناول فالبرتقال مثلا يتراوح سعره من 600مي الي 1000مي والتفاح من 700مي الكلغ الى حدود 1550مي الكلغ وهي أسعار تعدّ منطقية وعادية.

والأجمل في رحلتنا هو تواجد بعض الخضروات البرية التي تجد إقبالا من الحرفاء لما تحمله من فوائد طبيّة وأسعار مناسبة ويمكننا أن نذكر نبتة «الخبيزة الزياتة البخريش الزرنيز الكرّاث...».

ومن ثمة نلاحظ بعد جولتنا في كامل أرجاء السوق الأسبوعية ببازينة أنه رغم تشكي المواطنين من ارتفاع أسعار الخضر واللحوم بجميع أنواعها وحيرة تجار الملابس المستعملة «الفريب» وكابوس ظاهرة التهريب... فان السوق يمثل فرصة للتلاقي والتعارف وتبادل المواقف وقضاء بعض الشؤون كعيادة طبيب الأسنان والصيدليات واقتناء مواد البناء والمواد الفلاحية الضرورية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.