رغم الظروف الطبيعية المناسبة، ورغبة الفلاحين في تقديم موسم فلاحي متميز لولاية جندوبة فإن انطلاقة موسم زراعة الحبوب تأخرت بسبب النقص الفادح في مادة «DAP» وهو تأخير زاد من تخوف وهاجس الفلاحين. الفلاحون بعدد من مناطق ومعتمديات جهة جندوبة أكدوا «للشروق» النقص الفادح في مادة «الديابي» التي هي ضرورية في عملية زراعة الحبوب مما كان له تداعيات جانبية منها نشاط السوق السوداء والبيع المشروط وكذلك تنامي ظاهرة التهريب لكميات مهولة من هذه المادة نحو ليبيا.
وطالب الفلاحون بضرورة التصدي لهذه الظاهرة والتعجيل بتوفير الكميات الضرورية بالأسواق حتى يتسنى إنقاذ الموسم خاصة ونحن في سباق ضد الساعة من أجل إتمام موسم الزراعة قبل فوات الأوان.
فريق آخر من الفلاحين اعتبر أنه وإضافة للنقص الفادح في مادة « الديابي « فإن بعض أنواع البذور شبه غائبة بنقاط التزويد وهو ما زاد في تعميق هموم الفلاح وتشتت جهوده بين توفير الأسمدة والبذور وهنا لا بد من تدخل من طرف الوزارة لتوفير مستلزمات الموسم ليكون النجاح حليف الجميع.
«الشروق» وباتصالها بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية أكد السيد مكي بامري المندوب الجهوي أن هناك تقدم كبير في موسم الزراعة اذ ان زراعة الأعلاف بلغت نسبة 63 بالمائة من جملة 27 ألف هكتار والبقول 30 بالمائة من جملة 16.5 ألف هكتار.
أما الحبوب فتبلغ 20بالمائة من جملة 85 ألف هكتار وهذا النسق البطيء في عملية الزراعة عموما وزراعة الحبوب خصوصا مرده النقص الفادح في كميات مادة «الديابي» حيث أن الجهة تحتاج ل85 ألف قنطار من هذه المادة ولم تتحصل سوى على 27 ألف قنطار وهذا بسبب ظاهرة التهريب التي أثرت على عملية وصول الكميات بالكم الكافي وهي ظاهرة عامة بكامل الجهات أما فيما يتعلق بمسألة البذور من ناحية الكم والكيف فهي متوفرة ولتجاوز النقص في مادة «الديابي» فقد تم اتخاذ خطة وطنية للتصدي لظاهرة التهريب وتأمين وصول كميات «الديابي» للفلاحين حيث تتولى المندوبية الجهوية متابعة وصول الكميات ومراقبة نقاط البيع والمزودين ومؤسسات الحبوب ويتم ذلك في شكل مراقبة يومية إلى حين تأمين وصول الكميات على النحو الأكمل وقد تم تخصيص فرق للغرض. عموما المسألة في طريقها نحو الانفراج وبشيء من الصبر ستتحقق الأمنيات خاصة والبذور متوفرة والطقس ملائم والعزيمة صادقة.