ذكرت تقارير إسرائيلية أن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في الوقت الحالي سيعرقل من قدراتها على صنع قنبلة نووية لمدة عامين وهي تنوي التحرك قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أمس نقلا عن تقارير سياسية عسكرية إن مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية حاليا سيؤخر تطوير برنامجها النووي من الناحية التقنية لعام، كما ستحتاج طهران لعام كما ستحتاج طهران لعام آخر لإعادة تنظيم برنامجها النووي والتغلب على الآثار الجانبية للهجوم.
شكوك وحسابات
وأضافت «هآرتس» إن الموقف الإسرائيلي والأمريكي تجاه هذه القضية كان في صلب المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا خلال زيارته لإسرائيل في وقت سابق من الأسبوع الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من إصرار القيادة الإسرائيلية على شن هجوم ضد إيران إلا أن هناك ثمة مصالح أمريكية – إسرائيلية مشتركة تحول دون توجيه الضربة في الوقت الحالي، فهناك مخاوف من أن خطوة كهذه ستعمل على الإضرار باحتمالات فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية، لأن هجوما ضد إيران سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط للمستهلك الأمريكي، من جهة أخرى فإن الجيش الإسرائيلي والموساد يعارضان الإسراع بمهاجمة إيران قبل الانتخابات الأمريكية تخوفا من المس بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأضافت «هآرتس» إن من أكثر مؤيدي مهاجمة إيران هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك إذ يخشيان من أن عدم توجيه هذه الضربة لطهران خلال الشهور الثلاثة المقبلة سيؤدي إلى إرجاء هذه العملية إلى أجل غير مسمى وبذلك لن يكون واضحا ما إذا سيكون بالإمكان ضرب المنشآت الايرانية فيما بعد.
مساع أوروبية
من جهة أخرى حاولت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كثايرن اشتون، أمس الأول، اقناع إيران بالمضي قدما في وقف برنامجها النووي في ظل تنامي شعور إسرائيل بالضجر ونفاد صبرها تجاه العقوبات غير الفعالة.
وأجرت آشتون اتصالا هاتفيا بكبير المفاوضين النوويين، سعيد جليلي. وقالت آشتون أمس، في بيان عبر رسالة بريد إلكتروني: «أشعر بمدى حاجة إيران حاليا لمعالجة القضية التي أثرناها من أجل بناء الثقة».
وكانت المكالمة الهاتفية لآشتون آخر خطوة في سلسلة اجتماعات بين إيران والقوى العالمية الكبرى الست مجموعة خمسة زائد واحد والتي تشتبه ان ايران تبني سلاحا نوويا وتضغط علي ايران لوقف انشطتها لتخصيب اليورانيوم. والقوي الست هي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وامريكا اضافه الي المانيا.
وتصر ايران علي ان برنامجها النووي له طبيعه سلميه، وتنظر اسرائيل الي ايران علي انها تهديد لوجودها، نظرا للتصريحات المتكرره لقاده ايران بضروره محو اسرائيل من على الخريطة.
وتعارض واشنطن أي عمل عسكري اسرائيلي في هذه المرحلة، وتصر على انه يجب منح فرصة أخرى للعقوبات لتأتي أثرها الكامل. وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات شديدة على النشاط التجاري في صناعة النفط في البلاد. وقالت آشتون في بيانها انها اتفقت مع جليلي على اجراء محادثات أخرى «بعد مزيد من التفكير في نهاية الشهر الجاري».