القدس المحتلةواشنطن (وكالات) باشرت اسرائيل تنفيذ خطة «خداع» لاقناع العالم بأنها تراجعت عن عزمها توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي، وانها تفضل الطرق الديبلوماسية في الوقت الذي تجهز فيه لهذه الضربة التي أكّدت تقارير اعلامية أنها لن تتجاوز شهر جانفي المقبل كأقصى تقدير. وفي هذا السياق قال موقع «نعنع» الاخباري العبري إن الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الاسرائيلية غابي اشكنازي مؤخرا الى فرنسا وأمريكا كانت تهدف الى اطلاع القيادة العسكرية في فرنسا وأمريكا على المخطط السري لضرب ايران. ونقل الموقع عن مصادر فرنسية قولها «لقد علمت الاستخبارات الفرنسية من خلال المخطط الذي عرضه اشكنازي ان المنظومتين السياسية والعسكرية تنويان توجيه ضربة جوية لأحد المنشآت النووية الايرانية». وذلك عقب المشاورات التي من المقرر أن يجريها الرئيس الامريكي باراك أوباما مع كبار المسؤولين الايرانيين في ديسمبر 2009 وفق ما ورد في الموقع. وأشار خبراء عسكريون فرنسيون الى أن «هناك دلائل أخرى تؤكد الاستعدادات الاسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية لايران ومنها الأوامر التي أصدرتها اسرائيل لجنودها الاحتياطيين خارج اسرائيل للعودة لوحداتهم خلال الفترة ما بين نوفمبر الى ديسمبر، فضلا عن الأوامر التي صدرت عن الجيش الاسرائيلي والموجهة للأنظمة القتالية الخاصة من فرنسا». وفي نفس الاطار ذكرت تقارير اعلامية في دولة الاحتلال انها بدأت تأخذ خطوات حقيقية في التعتيم على ضربتها العسكرية المقرّرة للنووي الايراني واعتبرت أن ما يؤكد ذلك «تخليها عن نبرة التهديد والوعيد تجاه ايران واعلان تأييدها لسياسة الرئيس باراك أوباما بضرورة اتباع الطرق الديبلوماسية في هذا الملف». وقال المعلق العسكري بصحيفة «هاآرتس» عاموس هارئيل «إن أكثر ما يميز كبار المسؤولين الاسرائيليين في تصريحاتهم الاخيرة هو الحرص على تأكيد أن تشديد العقوبات الدولية على إيران ربما يكون كافيا لثنيها عن المضي قدما في الطريق الذي تسير فيه حاليا». وأوضح المتحدّث أنه في موازاة تغيير لهجة المواقف الرسمية ازاء هذا الملف لم يدّخر المسؤولون الاسرائيليون جهدا في ايصال رسالة فحواها ان السنة المقبلة أي 2010 «ينبغي أن تكون سنة الحسم بالنسبة للمشروع النووي الايراني حيث اهتم ناطقون اسرائيليون رسميون بنقل هذه الرسالة الى وسائل الاعلام العربية» على حد قوله. وحول الاستراتيجية التي يمكن أن تتبعها دولة الاحتلال في هذا الهجوم أكّد تقرير صادر من المركز الامريكي للبحوث الاستراتيجية «جي أس آي إس» أن اسرائيل بحاجة الى ما يزيد عن 80 طائرة مقاتلة في هذا الهجوم أو 30 صاروخا باليستيا من طراز «أريحا 3» الذي تبلغ قوته التفجيرية 750 كيلوغراما من المواد المتفجرة. وأشار التقرير الى مسارين لسيناريو الهجمات أولهما هو أن تطير الطائرات الاسرائيلية على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط ثم العبور فوق البر في أجواء المنطقة الحدودية التركية السورية ومنها الى الأجواء الكردية وصولا الى داخل الأراضي الايرانية ويتمثل المسار الثاني في التحليق عبر الأردن ومنها الى الأراضي السورية الأردنية المشتركة ثم العبور فوق الأجواء العراقيةوصولا الى الاراضي الايرانية، حسب ما ورد في التقرير الامريكي.