هاجم مجموعة من الأشخاص المحسوبين على التيار السلفي جناحا في معرض الكتاب بسكرة مهددين بحرقه إن لم يتم سحب مجموعة من الكتب اعتبروها تدعو الى المذهب الشيعي وهو ما يدعو في رأيهم الى بث الفتنة ويهدد الاستقرار باعتبار أن المذهب الرسمي للبلاد سني مالكي. إن ما قاله المهاجمون صحيح في ظاهره ولكن الخوف كل الخوف أن تتحول المصادرة الى ثقافة كاملة لها تقنياتها وألياتها فاليوم منعت الكتب الشيعية ليس من السلطة بل من مجموعات ضغط وقبل ذلك منع الدكتور يوسف الصديق من دخول جامعة الزيتونة لحضور ندوة فكرية وأطرد أستاذ مع طلبته من جامع الزيتونة ويتم التشهير منذ أشهر بعدد من الأساتذة وخاصة الأستاذات على شبكة الفايس بوك مثل رجاء بن سلامة وألفة يوسف ونائلة السليني وأمال قرامي وغيرهن.
أننا نقف اليوم أمام ثقافة جديدة هي المصادرة ومنع الناس من التفكير والتعبير وهو نفس المنطق الذي مارسه النظام السابق في علاقة بالإسلاميين وها نحن نشاهد كيف يعاد أنتاج نفس منطق الأقصاء لكن هذه المرة من تونسيين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين وعلى العقل.
إن الانحدار نحو ثقافة المصادرة والمنع ستكون له انعكاسات وخيمة على الاستقرار والسلم الأهلي والحريق إن اندلع لا قدر له لا أحد بإمكانه اطفائه وليس مهما من كان السبب .
أن تونس لكل التونسيين هذا لا يجب أن يكون شعارا أجوق بل لابد من تجسيده من خلال تنمية ثقافة الحوار والاختلاف لأن حق التعبير والتفكير يجب أن يكون مكفولا للجميع وإلا فإن العنف مرشح للتطور وهو ما سيكون تهديدا فعليا لبلاد صغيرة يقوم اقتصادها أساسا على السياحة التي تحتاج أولا الى الاستقرار .