بعد السنة والعلويين امتدت آثار الصراع في سوريا على الأقلية الدرزية في لبنان حيث شنت قيادات درزية هجوما لاذعا على وليد جنبلاط الذي بدوره هاجم بشار الأسد واصفا إياه بأنه أقل حياء من «ستالين» و«تشاوشيسكو» حسب زعمه. شن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط هجوما عنيفا على الرئيس السوري بشار الأسد، واصفا تنظيم استفتاء «فوق بحور من الدماء» بأنه «بدعة»، معتبرا ضمنا أن زعماء راحلين مثل ستالين وتشاوشيسكو كانوا «أكثر حياء» من الرئيس السوري . بدعة وقال جنبلاط :« «يا لها من بدعة جديدة سوف تكتب عنها كتب التاريخ والعلوم السياسية، وهي بدعة إجراء استفتاء لما يسمى مشروع دستور جديد مع روائح الجثث وغبار الركام في حمص ومدن وقرى سورية أخرى، ومع أزيز الرصاص ودوي المدافع وضجيج القذائف وقصف الدبابات». وأضاف «حتى أكثر الانظمة قسوة، من (جوزيف) ستالين الى (نيكولاي) تشاوشيسكو، مرورا بصدام حسين حسب قوله وصولا الى بعض الحكام العرب الذين رحلوا غير مأسوف عليهم، كانوا يملكون شيئا من الحياء ولا ينظمون استفتاءات شعبية فوق بحور من الدماء». وانتقد جنبلاط، الذي لم يذكر الرئيس السوري بالاسم، موسكو، وهو المعروف بعلاقاته الوثيقة بها، ودعا بشكل غير مباشر الى رحيل الاسد اليها. وقال «يا لها من بدعة جديدة أن نرى دولا كبرى تؤيد هذه المسرحية المسماة استفتاء، وهي التي تقدم الدعم العسكري والاستخباراتي والأمني للنظام السوري،فيما تكرر في الوقت نفسه معزوفة رفض التدخل الخارجي ليلا ونهارا». وأضاف أن هذه الدول «في استطاعتها توفير المخارج» للأزمة السورية، ثم قال: «أليس في أرياف سيبيريا البعيدة، أو في قلب بلوشستان حيث معاقل تنظيم القاعدة ما يتيح عندئذ تبادل الخبرات في الارهاب». وكان جنبلاط قد دعا في الآونة الأخيرة مرارا وتكرارا الجنود الدروز في الجيش السوري الى رفض تنفيذ الاوامر. وقال في هذا السياق «حانت ساعة الفرز داخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا بين من يدعمون النظام السوري ومستعدون لأن يكونوا بمثابة المرتزقة في خدمته، وبين من يؤيدون الشعب السوري في نضاله المستمر نحو سوريا ديمقراطية متنوعة» ردّ درزي في المقابل أكد رئيس حزب «التوحيد العربي» في لبنان وئام وهاب الاصرار على وحدة الطائفة الدرزية بكل مكوناتها وعلى التنوع السياسي ضمن الوحدة. ولفت الى ان «خطورة الوضع على مستوى كل المنطقة تستدعي تماسكا وليس دعوات تفريق وتجزئة داخل الطائفة». وقال «وهاب »: « في رده على كلام جنبلاط «كوننا لم نسمع هذا الكلام مباشرة من فم جنبلاط سنبقى نعتقد أن هذا الكلام المكتوب حول الفرز الدرزي زلة لسان ننتظر أن يتراجع عنها». وأوضح أن «الكلام عن فرز داخلي في لبنان وسوريا على مستوى الطائفة يعني الدعوة الى مشكلة درزية درزية لا يعرف أحد نتائجها وبالتالي سنكون جميعاً متضررين منها».