أكد الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح تصميمه على البقاء في السلطة ولكنه رأى في مقاربة جديدة أنه على منافسيه من قادة المعارضة أن يتنحوا أولا قبل أن يفكر هو في الانسحاب. أعلن الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح أنه لن يتنحى إلا إذا لم يتقلد خصومه السياسيون من المعارضة مناصب هامة في الدولة بعد تركه السلطة. وقال صالح في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نشرت أمس «إذا نقلنا السلطة وكانوا هناك (في السلطة) فهذا يعني أننا استسلمنا للانقلاب». وأضاف صالح قوله إن خطة الانتقال السياسي التي وضعتها دول الخليج تنص بوضوح على ضرورة إزالة «جميع العناصر» التي تثير التوترات في اليمن وهو ما يعني عدم السماح لخصمه الرئيسي اللواء علي محسن الأحمر أو أفراد قبيلة الأحمر بالترشح في الانتخابات أو شغل منصب سياسي أو قيادة عسكرية في حال تنحيه. ولاحظ صالح في مقاربته «الجديدة» أنه في حال نقل السلطة وخصومه موجودون في مناصبهم ومازالوا صناع قرار، فإن ذلك سوف يكون أمرا خطيرا للغاية وسوف يؤدي الى حرب أهلية. وعلقت مصادر اعلامية على هذه النقطة بقولها إن صالح خيّر معارضيه بين بقائه في السلطة أو تفجر حرب أهلية في اليمن. ولاحظت صحيفة «واشنطن بوست» في جهتها أن تصريحات صالح ربما تحطم أمل الولاياتالمتحدة في حدوث انتقال سلمي للسلطة باليمن. وهذه هي المقابلة الصحفية الأولى للرئيس صالح منذ عودته من السعودية الجمعة قبل الماضي وينسجم مضمونها مع «اللاءات» التي رفعها صالح في تصريحاته خلال الأيام القليلة الماضية. وقد «حرك» الرئيس اليمني أمس أنصاره الذين تظاهروا مجدّدا لتأكيد قوته وشعبيته فيما تواصلت المظاهرات المناهضة له. وتقول تقارير متطابقة سياسية وحقوقية إن عدد القتلى والجرحى ارتفع كثيرا في اليمن خلال الأسبوع الماضي أي منذ عودة صالح. كما أن التصعيد العسكري بين الحرس الجمهوري وقوات الجيش المنشقة بلغ مستويات قياسية خطيرة حسب المراقبين.