احتفل الليبيون أمس بعيد الفطر المبارك الذي احتفل به جل العالم العربي أمس الاول الثلاثاء، ولكن عيد الليبيين هذه السنة كان الاول بدون القذافي منذ 42 عاما كما أن فصل الخريف هو الأول بدون «الفاتح». أدى آلاف الليبيين صباح أمس صلاة العيد في ساحة الشهداء بطرابلس بينما خرج المئات الى ساحة التحرير في بنغازي لنفس الغرض. واحتفل الليبيون بعيد الفطر في أوضاع حياتية صعبة بسبب الحرب وبسبب نقص المواد الغذائية... ونقلت مصادر اعلامية عربية ودولية عن العديد من المواطنين الليبيين اعترافهم بوجود نقص كبير في حلويات العيد وبغياب الملابس الجديدة. ولكن الليبيين أكّدوا أيضا في شهاداتهم ان لهذا العيد طعما خاصا. تجديد... العيد وبدا واضحا من خلال الشهادات والمشاهد ان الليبيين استقبلوا عيد هذه السنة بالكثير من الدموع بسبب الظروف الصعبة وخصوصا لأن هذه هي المرة الاولى التي لا يهيمن فيها القذافي على عيد الليبيين. وقال عادل كشاد (47 عاما) وهو مهندس كمبيوتر في شركة نفط «كل عام نحتفل بالعيد بملابس جديدة وولائم والكعك المصنوع في البيت... هناك نقص هذا العام لكننا نتدبر أمورنا حتى الآن... الحمد لله هذا العيد له طعم خاص». وقال زيد العكاري وهو سائق سيارة (60 عاما) «لا مانع أن نعاني من نقص اذا كان علينا ان نضحي من أجل هذا اليوم وهو يوم حرية... والأهم اننا تخلصنا من القذافي». ولاحظت مصادر متطابقة ان عودة الشرطة بزيّها الابيض للظهور في طرابلس ساهمت في تهدئة المواطنين الليبيين عشية العيد... الرقم 41 ومع تزامن عيد الفطر مع دخول فصل الخريف لاحظ المراقبون في العالم كله ان ليبيا لن تشهد هذه السنة مهرجانات الفاتح في سبتمبر المصطنعة. ولتأكيد حصول هذا التغيير الكبير في ليبيا كتب على لوحة عملاقة على شارع واسع في طرابلس يصل الى قلعة باب العزيزية ما يلي: «41 ليست مجرد رقم... بل هو الحياة» في اشارة الى توقف عدّاد ثورة الفاتح من سبتمبر عند الرقم 41. وكان الثوار الليبيون رفعوا شعار اللوحة العملاقة منذ أشهر متوقعين بألا يحيي القذافي الذكرى الثانية والاربعين لانقلابه. وبمناسبة أول فاتح بلا «فاتح» ذكّر مثقفون ليبيون بأن مملكة السنوسي الهادئة كانت موالية للغرب وتسمح في نفس الوقت بحرية الرأي وبأن ليبيا انتقلت بمرور الوقت من سيطرة عائلة السنوسي الى سيطرة عائلة القذافي.