يتزامن عيد الاضحى هذه السنة مع ذكرى 7 نوفمبر وهو ما دفع بعض التونسيين الى التشاؤم خاصة أن هذه الذكرى ارتبطت طيلة حكم المخلوع بالفساد ولكن الجانب الأكبر من التونسيين رأوا شيئا آخر. بعد نجاح انتخابات المجلس الوطني التأسيسي والاجماع بأهمية العملية للقطع مع الماضي وتحقيق الانتقال الديمقراطي يبدو أن قدر التونسيين يجعلهم في كل مرة أمام رائحة المخلوع إذ يتزامن احتفالهم بعيد الاضحى المبارك مع ذكرى السابع من نوفمبر (عيد الاضحى سيكون على الأرجح يوم 6 نوفمبر). البعض من التونسيين أظهروا مشاعر السخط والحسرة بسبب تزامن العيد مع ذكرى السابع من نوفمبر التي تحيل لديهم الى عهد الاستبداد والفساد وعصابة «السرّاق» واعتبروا أن مجرّد تذكر السابع مع نوفمبر يوقظ داخلهم مشاعر الحقد والكراهية ويحوّل فرحتهم الى حزن. وعلّق بعضهم قائلا «اعتقدنا أننا تخلّصنا من صورة المخلوع والنظام السابق وتحرّرنا من الظلم والاستبداد والفساد ولكن تاريخه وماضيه مازال حاضرا وينغص علينا هذه السنة فرحة العيد ولكن الكثير من التونسيين يعتبرون أن تزامن عيد الاضحى مع ذكرى السابع من نوفمبر هي خير مناسبة للتحرّر من كل ما يربطنا بالماضي ولتتضاعف حجم الفرحة. وقد قال أحدهم «سيكون عيد الاضحى المبارك أجمل عيد في حياتي لأنه أول عيد اضحى بلا رئيس مخلوع ويتزامن كذلك مع نجاح عملية انتخاب المجلس الوطني التأسيسي الذي تمّت يوم 23 أكتوبر وبالتالي حجم الفرحة ستتضاعف. واستحضر آخر تجربة الأشقاء الليبيين الذين تزامن احتفالهم بعيد الفطر مع ذكرى الفاتح من سبتمبر ومع ذلك كانت أجواء الفرحة استثنائية ولم تعكّر عليهم احتفالهم بعيد الفطر. وكشف آخر «يوم عيد الاضحى سنحتفل ونتخلص نهائيا من ذكريات النظام السابق ونودّع هذه الحقبة المظلمة ونفتح صفحة جديدة بلا استبداد ولا فساد». وأكد بعض التونسيين أنهم سيطلقون على«علوش» العيد أسماء الرؤساء المخلوعين كطريقة ورمز للقطع مع الماضي. وتعتبر محاربة الاستبداد والفساد ومحاكمة المخلوع مطلبا شعبيا ويأمل التونسيون أن تتحقق هذه المطالب مع المجلس التأسيسي وتتواصل مراسم فرحتهم بثورتهم وبالانتخابات وأن يتحقق الانتقال الديمقراطي وسط مناخ نزيه.