المرأة ليست «زغاريد» تهلّل للنظام السياسي الموجود... ولا أداة للتصفيق أو المتاجرة بقضاياها من طرف الأنظمة السياسية في البلاد... فهي كائن مازال القانون لم يرتق لمشاغلها الحقيقية... ومازالت العقليات لم تتصالح بعد مع المنتظر... تلك هي أهم النقاط التي تعرضت لها أحلام كامرجي، خلال ندوة فكرية وسياسية تمّ تنظيمها ليلة الخميس الماضي بتنظيم مشترك بين حزب التحالف الوطني للسلم والنماء وجمعية نساء وتكامل وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لصدور مجلة الأحوال الشخصية. وتطرقت مداخلة الأستاذة أحلام كامرجي الى توظيف المرأة سياسيا في ظل الأنظمة السابقة... وأشارت في تدخلها الى الصورة الكاريكاتورية التي وصلت إليها المرأة في عهد المخلوع خاصة، والتي كرستها السيدة العقربي وسكينة بوراوي، ليتحول اتحاد المرأة وبعض المنظمات النسائية الى منبر للزغاريد والتهليل والتصفيق المهين. كما أشارت الى سيطرة ليلى الطرابلسي على الخطب واللقاءات الدولية وعلى اتحاد المرأة في تونس وفي المنطقة العربية حيث أن عزيزة حتيرة رئيسة صورية فليلى هي من يتحكم بدواليب الاتحاد وبقياداته وأعماله. واستهزأت من إلغاء احدى الندوات وعدم بثها لأن «كسوة» ليلى الخضراء يومها لم تكن جميلة ولم تعط بعدا جماليا في اللقاء!! كما أشارت الى التوظيف السياسي للمرأة وتوظيف الاطارات والدكاترة لخدمة النظام. القانون ... وتقصير تطرقت مداخلة السيدة أحلام الى تهميش المرأة وتعتيم ملفها بعد الثورة... وطالبت بتحقيق في وزارة المرأة التي ساهمت في توظيف حوّاء التونسية سياسيا. كما تساءلت عن الوظيفة التي تلعبها ال140 جمعية نسائية الموجودة في بلادنا، وقالت: «أين هي هذه الجمعيات عندما نجد المرأة تزغرد وتوظف سياسيا. لقد عشنا امتهانا ومساومة رخيصة للمرأة من أجل حقوقها». من جهة أخرى، تناول اللقاء القانون الذي لم يعط الحلول الجذرية لمشاكل المرأة... وتحدثت أحلام كامرجي عمّا أسمته ب«أكذوبة النص». وتطرق اللقاء الى الفصول... الثلاثة في القانون التي تطرقت الى حقوق المرأة في فترة الأمومة وإلى ا لثغرات القانونية فيها، حيث لا تتحصل المرأة العاملة على كل حقوقها كأم ويقف سلم تدرجها في صورة حصولها على إجازة مطوّلة . وأشارت الى القانون الفرنسي الذي يفكر ويناقش، فإن التمديد في إجازة الأمومة حتى ينمو الطفل في توازن نفسي واجتماعي ولا تسيطر عليه هواجس العنف... وربطت المتحدثة بين الطفولة التي ينقصها حنان الأمومة وتطور درجات العنف لدى الأجيال بما في ذلك عنف الملاعب. تحدّيات كثيرة مطروحة أمام المرأة التونسية بعد الثورة... حيث أكد اللقاء على أن رحلة المرأة التونسية للحصول على حقوقها مازالت متواصلة، فالحقوق تفتك ولا تعطى... التفتح منذ عصور وقدم السيد علي اللافي عضو المكتب السياسي لحزب التحالف الوطني للسلم والنماء مداخلة وقراءة في تاريخ الحركة الوطنية النسائية في تونس، وبينت المداخلة عراقة نضال النساء التونسيات منذ سنة 1900 حيث تم فتح أول مدرسة اسلامية نسائية... وكانت أول طبيبة عربية امرأة تونسية. وكانت المرأة التونسية امرأة تدافع ضدّ تعدّد الزوجات من العهد العباسي ومع بروز الزواج القيرواني... ولم يكن بورقيبة هو الوحيد الذي انطلق في الدفاع عن حقوق المرأة... لكن حقوق المرأة وظفت سياسيا بعد ذلك. وقال المتحدث باسم حزب التحالف الوطني للسلم والنماء إنه من الظلم أن نقصر نضالات المرأة وانطلاقتها مع بورقيبة، وأن بن علي الرئيس المخلوع وظف صورة المرأة التونسية سياسيا.