تركن بطولة الوطني «ب» إلى الراحة هذا الأسبوع لأنها مرتبطة ببطولة الوطني «أ» وذلك بمجرد اجراء المنتخب الأول أو الأولمبي أي لقاء رسمي أو ودي ولذلك فضلنا الاتصال ببعض مدربي هذه البطولة ليتحدثوا عن بطولتهم وعن مستواها بالمقارنة مع البطولة الأولى وكذلك المستوى الفردي أي بروز بعض اللاعبين وقدرتهم على إفادة المنتخب والأندية الكبرى. كل الذين تحدثنا إليهم أجمعوا أن مستوى هذه البطولة يبلغ أحيانا درجة الجيد ويعود ذلك إلى صعود 3 أندية في نهاية الموسم الحالي وهو ما جعل كل الأندية تطمح إلى تحقيق هذا الهدف كما طالب مدربو هذه البطولة بضرورة بعث منتخب وطني خاص بلاعبي الوطني «ب» أو على الأقل اختيار مدرب لمتابعة الشبان وإلحاقهم بمنتخبات الشبان. * علي الكعبي (مدرب نجم حلق الودي والكرم): المستوى بصفة عامة أفضل من المتوسط وهناك فرق تقدم كرة ممتازة وأخرى تلعب من أجل النتيجة وهناك فرق جلبت الانتباه إلى حد الآن مثل أولمبيك مدنين وقوافل قفصة التي أعجبتني كثيرا وكذلك أمل جربة وشبيبة القيروان إلى جانب فريقي طبعا نجم حلق الوادي والكرم الذي يعتبر أحد أفضل الفرق بشهادة الجميع ولست أنا من يقول هذا الكلام. وإلى جانب بروز هذه الفرق هناك عديد اللاعبين البارزين والذين قدموا مستوى جيدا إلى حد الآن مثل سعدلاوي ونعمان حميدة وأوغنداغا (مدنين) والظهير الأيمن لقوافل قفصة محمد الغربي وعصام عبد الحق والسعيدي (حلق الوادي) وبسام بن نصر والمحجوبي (القيروان) وكريم حسني (أمل جربة) والفقيه وكرير (مستقبل قابس) وبركة (جرجيس) ووليد التليلي (القصرين) وغيرهم كثير. من ناحية أخرى أعتقد ان بعض مقابلات الوطني «ب» بلغت مستوى جيدا وكانت أفضل من مستوى مقابلات الوطني «أ» وهنا أتساءل كيف لا يتابع مدربو المنتخبات (المنتخبب الأول والأولمبي بعض مقابلات الوطني «ب») وبالامكان انتقاء عديد اللاعبين على الأقل لدعم المنتخب الأولمبي أو لتكوين منتخب وطني «ب» وهذا موجود في الدول المتقدمة كرويا. وأتساءل أيضا لماذا يكتفي مدربو المنتخبات باجراء تربصات تعد على أصابع اليد الواحدة لماذا لا يتابعون ويكتشفون المواهب خاصة أن التجربة أثبتت أن «نجوم» المنتخب والأندية الكبرى قادمون من الأندية الصغرى. * جلال القادري (مدرب قوافل قفصة): المستوى إلى حدّ الآن أفضل من المتوسط وأحيانا نشاهد بعض المقابلات الجيدة. وهذا يعود إلى تقارب مستوى الأندية وكذلك إلى صعود ثلاثة أندية في نهاية هذا الموسم. وعديد الفرق تسعى إلى تحقيق هذه الغاية وباستثناء أولمبيك مدنين الذي كانت انطلاقته قوية وحقق عديد الانتصارات المتتالية فإن الفرق الأخرى متقاربة في الترتيب العام وبين المركز الثاني والعاشر ليس هناك تقريبا إلا 3 أو 4 نقاط. ولذلك في كل مقابلة لا يمكن أن نتكهن بالفريق الفائز. وبالنسية إلى الفرق التي شدت انتباهي هي مستقبل القصرين وكذلك نجم حلق الوادي والكرم اللذين لهما رصيد بشري ثري وهذا هام في البطولة لأن اللاعبين معرضون إلى الاصابات والاقصاءات وهناك كذلك شبيبة القيروان هذا الفريق العائد بقوة وذلك بحكم عراقته وتقاليده والأكيد أن هناك فرقا أخرى جيدة لم أواجهها شخصيا مثل أولمبيك مدنين أما بالنسبة إلى اللاعبين الذين شدوا انتباهي فهم محمد ذويب مهاجم مستقبل القصرين وسعيد بزوز لاعب نجم حلق الوادي والكرم وقيس الجويني وبسام بن نصر وبابا جورج وبن وناس وكريم الماجري. بقي أن أشير إلى ظاهرة سلبية جدا وهي تغيير المدربين إذ هناك فرق عرفت مدربها الثالث بعد 8 جولات فقط ولابد أن ينتبه الجميع إلى هذه الظاهرة ومحاولة التصدي لها لأنها تجعل المدرب يعمل تحت ضغط ولا يفكر في التكوين أو تأسيس فريق صلب ومتماسك بل تجعله لا يفكر إلا في المال وكيف يتحصل على مستحقاته. والظاهرة تبدو غريبة جدا مثلا عندما نعلم أن أولمبيك مدنين حقق 6 انتصارات متتالية ولكن في النهاية حصلت القطيعة مع المدرب وأعتقد أنه ستكون هناك مسابقة طريفة بين المدربين.. من ينهي الموسم مع نفس الفريق؟ * علي سريب: من الصعب تقييم هذه البطولة بالنظر إلى التغيير المتواصل للمدربين وإلى حدّ الآن هناك أندية على الأقل غيرت المدرب ويمكن القول أن الأندية الأقل مشاكل هي التي برزت والمشكل الرئيسي هو مشكلة مناخ وظروف عمل. وإذا نظرنا إلى أولمبيك مدنين مثلا صاحب الطليعة نجد أنه لم يغير في رصيده البشري كما أن هذا الفريق من أكثر الفرق تنظيما ولذلك لا غرابة أن نجده في المركز الأول. كما برزت بعض الفرق الأخرى مثل مستقبل القصرين الذي له رصيد بشري طيب، وقد جلب بعض اللاعبين الانتباه ولكن حسب اعتقادي وتجربتي لا يمكن لأي لاعب ينشط حاليا في هذه البطولة أن يعزز صفوف المنتخب الوطني وبالنسبة إلى اللاعبين المتقدمين في السن نسبيا أنه من الصعب أن يتم ادماجهم والاستفادة منهم على مستوى المنتخب ولكني اقترح بعض الأفكار التي أراها قيمة مثل: تعيين مدرب من طرف الادارة الفنية ويعمل ضمن هذا هيكل ويكلف بمتابعة بطولة الوطني «ب» ولاعبيها شرط أن يكون مختصا في هذه البطولة ويعرفها جيدا ويتمثل دوره في المتابعة واكتشاف اللاعبين الشبان القادرين على افادة منتخبات الشبان وهذا من شأنه أن يجعل الشبان أكثر طموحا وتفاؤلا وسنفتح بذلك آفاقا جديدة أمام كرة القدم التونسية. وأذكر مثلا أن هناك بعض الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و19 ينشطون بهذه البطولة وبإمكانهم أن يفيدوا منتخبات الشبان مثل أمين الغرايري (مستقبل قابس) ومحمد العبيدي (جندوبة الرياضة) وزميله من نفس الفريق سلام القصداوي القادم من نادي الدهماني وهو مشروع لاعب ممتاز. أما بالنسبة إلى اللاعبين الذين قدموا مردودا جيدا في بطولة الوطني «ب» إلى حد الآن فأذكر منهم أحمد السعيدي (نجم حلق الوادي والكرم) وخالد بركة (ترجي جرجيس) وبن وناس (جمعية جربة) وإلياس برينيس (أمل جربة) ومحمد ذويب (مستقبل القصرين). وأريد أن أختم بالمطالبة بضرورة التدخل من الجامعة لضبط العلاقة بين الفرق والمدربين ورغم المجهودات وتدخل المجلس الفدرالي الأخير والمطالبة بالعقد والاجازة الفنية ولكن لم تحترم هذه الأشياء وكم من مدرب يجلس على مقعد البدلاء دون أن يكون له عقد أو إجازة.