مايزال الوضع داخل المنظمة الطلابية الاتحاد العام لطلبة تونس يثير الكثير من التساؤلات في ظل عدم تواجد انسجام كلي في عمل هياكل المنظمة منذ فترة طويلة وبسبب بقاء واقع الاتحاد تحت السقف الادنى للملفات والمطالب الجامعية المطروحة. «الشروق» التقت عزالدين زعتور الامين العام للاتحاد العام لطلبة تونس وبحثت معه مختلف الجوانب التي تحيط بنشاط المنظمة وعلى صلة ببعض المستجدات الاخيرة والمنتظرة. * كلام كثير قيل عن تأجيل اللقاء الذي كان مقررا الاسبوع الماضي مع السيد لزهر بوعوني خاصة ان الاتحاد هو الذي طالب بالتأجيل؟ على اثر اعلام الامين العام بلقاء الوزير دُعي المكتب التنفيذي للاجتماع والاعداد الجيّد لطرح الملفات وتمّ الاتفاق على تشكيل وفد من 6 اعضاء برئاسة الامين العام وقد فوجئ الوفد صبيحة اللقاء المقرّر بحضور عضوي المكتب التنفيذي (ايّوب الغدامسي وغسّان عمامي) لفرض حضورهم اللقاء وهو ما يعتبر استخفافا بالمنظمة وبقراراتها وقد اجبرت في ظل تلك الظروف على طلب تأجيل اللقاء من اجل الحفاظ على صورة المنظمة ومصداقيتها تجاه سلطة الاشراف. * هل هناك «تمرّد جديد» داخل المنظمة أم ماذا بالضبط؟ العضوان المشار اليهما وبرغم حساسية موقعهما داخل المكتب التنفيذي فإنهما لم يلتزما بمهامهما فغسان عمامي عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن الثقافة وبعد مرور فترة عن المؤتمر الوطني 24 لم يسجل حضوره في مختلف النشاطات حتى في الاوقات الصعبة اضافة الى غياباته المتكررة عن اجتماعات المكتب التنفيذي ونفس الامر بالنسبة لأيوب الغدامسي اذ بالرغم من اهمية موقعه كنائب للامين العام مكلّف بالنظام الداخلي اي انه هو الساهر على احترام قوانين المنظمة بكاملها فإنه لم يقدّم اي جرد لهياكل الاتحاد رغم المطالب المتكررة من قبل الهيئات الادارية المتعاقبة كما انه لم يتحمل اي مسؤولية في نشاط المنظمة. بالاضافة الى كل ذلك تعمّد الاثنان اصدار بيانات تمسّ من قيادة الاتحاد معتمدين اسلوب الثلب والتجريح دون تقديم اثباتات مادية ورغم المرور والدعوات المتكررة للكف عن هذا السلوك والحفاظ على وحدة الاتحاد والتركيز على النشاط فإنهما واصلا نفس التمشي والمنهج المبني على التواكل وعدم تحمّل المسؤولية. * وهل من قرارات او اجراءات في ما يخصهما؟ نعم، لقد قرر المكتب التنفيذي ولوقف تواصل الوضعية احالة هذه المسألة الى الهيئة الإدارية التي ستنعقد يوم 12 فيفري الجاري وستنظر في الملف وتناقشه وتأخذ في شأنه القرارات اللازمة. * وماذا ايضا في برنامج الهيئة الادارية؟ بالاضافة الى ملف الوضع الداخلي للاتحاد ومسألة الانخراطات والهياكل المفوضة في بعض الاجزاء الجامعية ستنظر الهيئة الادارية في تعقّد الاوضاع الجامعية والصعوبات التي يواجهها مناضلو الاتحاد في عديد الاجزاء الجامعية اضافة الى موضوع بطالة اصحاب الشهائد. * مايزال العديدون ينتقدون اداء المنظمة ويقولون انها في واد ومشاغل الطلبة في واد آخر ما تعليقكم؟ على اثر المؤتمر 24 شرع الاتحاد فعليا في قطع خطوات جدية على مستوى اسلوب العمل وطرق طرح المشاكل الجامعية وتمكّن من تسوية العديد من الملفات وفرض نفسه في عديد المحطات وتمكن من تحديد نقاط الداء التي اعاقت كثيرا دوره لكن ما يمكن التأكيد عليه هو ان الاتحاد ما يزال يعاني من بقايا إرث قديم طبع طويلا نشاطه وتميّز بعدم قدرة هياكله على الفصل نهائيا بين مهامها وصفاتها النقابية وانتماءاتها الحزبية اضافة الى تواصل انتهاك قوانين المنظمة والتطاول على قرارات هياكلها بالاضافة الى ان الفراغ الذي تعيشه الجامعة التونسية بغياب الاطار النقابي النوعي ساهم في تواصل مثل هذه الممارسات واعتقد ان النقلة النوعية بالفعل منظمة جماهيرية لا يمكن ان تتحقق دون الابتعاد عن الشعارات الفوقية والتركيز على المشاكل الطلابية الحقيقية واتباع خطط نضالية مبرمجة والابتعاد عن العمل المناسباتي وردود الفعل المجانية مع ضرورة المزيد من الصرامة في تطبيق قوانين المنظمة والزام كل مناضلي الاتحاد بقرارات الهياكل. * البعض يقول ان الانشقاقات والخلافات السياسية حول الزعامة احد اسباب ما عليه المنظمة حاليا؟ نعم، منذ المؤتمر 19 الخارق للعادة تواجدت بصفة مستمرة مجموعات غاضبة من منطلقات حزبية ضيقة تحرّكهم اياد خفية هدفها تقزيم دور الاتحاد وعدم تمكينه من فرصة الاضطلاع بمهامه، هذه المجموعات ان كانت ذات اغلبية فهي تتشبث بشعارات الديمقراطية ولما تصبح أقلية تسلك الانشقاق والتخريب وقد حاولنا في المؤتمر 24 وعبر الميثاق الطلابي الذي تم اصداره ان نضمن الحدالادنى لتجميع كل الاطراف السياسية بالاضافة الى النداء الذي توجهت به المنظمة خلال الانتخابات الاخيرة للمجالس العلمية لتجميع الصف الطلابي التقدمي لكن بعض المجموعات لا تسمح لها مصالحها بالعمل المشترك فتختار دائما السباحة ضد التيار. * هل يمكن ان يكون المؤتمر القادم فرصة لإعادة المنظمة الى حجمها الطبيعي؟ انا استعجل هذا المؤتمر الذي سيكرّس مبدأ التداول وفسح المجال امام الطلبة والاجيال الجديدة، وفي الحقيقة فإن عدة ملفات هامة مطروحة على هذا المؤتمر ويمكن لو تم النظر من قبل الجميع الى جوهر المسائل ان نرى منظمة قوية وفاعلة وموحدة الصفوف والأكيد ان اول المسائل المطروحة هي ضرورة ان تتخلص المنظمة نهائيا من الامراض التي مازالت عالقة بها كما انه لابدّ ان يقع العمل على تجميع كل المناضلين دون نظر الى انتماءاتهم السياسية او الحزبية كما لابدّ ان يدعّم المؤتمر القادم الخيارات التي تضع في اولى اعتباراتها مشاكل الطلبة ومشاغل الساحة الجامعية وتقديم مقترحات وحلول فاعلة وبدائل واقعية للمشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها العشرات من الآلاف من الطلبة وهو ما يفترض كذلك ان تتوفر الظروف الملائمة امام ممثلي الاتحاد للعمل داخل الفضاءات الجامعية واستيعاب الطلبة ومشاغلهم في ظل الحوار والتفاوض الذي يبقى الامل الوحيد لحياة جامعية سليمة.