كشف تقرير عسكري أمريكي ان المقاومين العراقيين «يتحرّكون» بسهولة كبيرة في مدينة الموصل، محذرا في الاثناء من ان تتحول هذه المدينة الى «فلوجة جديدة». ورأى خبراء أمريكيون في هذا الصدد ان ضربة الموصل التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى الأمريكان تعد مؤشرا خطيرا للغاية بالنسبة الى الولاياتالمتحدة ودعوا الى الانسحاب من العراق لتفادي الهزيمة. وقد كشفت جماعة «جيش أنصار السنة» التي تبنت الهجوم الذي أوقع الثلاثاء الماضي 22 قتيلا في قاعدة أمريكية بالموصل تفاصيل عن طريقة تنفيذ هذه العملية وعن هوية منفذها... وأظهر شريط الفيديو الذي نشر على موقع «جيش أنصار السنة» الالكتروني صورا للانفجار الذي وقع في القاعدة الأمريكية. كما أظهر الشريط الذي نشر أمس الاول رجلا ملثما قدم على انه منفذ الهجوم وهو يعانق مسلحين آخرين قبل تنفيذه الهجوم. وأوضح المتحدث الذي كان يقرأ بيانا في شريط الفيديو ان منفذ الهجوم تسلل الى القاعدة الأمريكية عبر سياج المعسكر من احدى الثغرات. فلوجة... جديدة وكشف تقرير أمريكي في هذا الصدد ان رجال المقاومة كانوا قادرين على التحرك بسهولة في الموصل بسبب اخفاق قوات الاحتلال والسلطات العراقية في التصدي لهم قبل تنفيذ هذا الهجوم... ورأى التقرير الامريكي ان سهولة التحرك التي كان يتمتع بها رجال المقاومة ساعدت منفذ الهجوم على تنفيذ ما خططوا له بنجاح، محذّرا في الوقت نفسه من احتمال ان تتحول الموصل الى «فلوجة جديدة». ولم يذكر التقرير بشكل محدد اي تهديدات ضد القواعد الأمريكية لكنه أورد سلسلة من الاخطاء والفرص الضائعة في جمع المعلومات الاستخباراتية مشيرا بالخصوص الى وجود ثغرات في نظام التدقيق بسجلات الاشخاص الذين يتم تجنيدهم في صفوف قوات الامن العراقية. وقال التقرير انه كان على القوات الأمريكية والحكومة العراقية المؤقتة ان «تنقّب» في «سجل» الأشخاص الذين تعينهم في المراكز الامنية مسلطا بذلك الاضواء على حجم المشاكل التي باتت تواجه الولاياتالمتحدة والسلطات العراقية في سعيها للمحافظة على الامن. دعوة... للانسحاب وعلى وقع هذا التقرير تحديدا اثار عدد من الخبراء الامريكيين الطريقة التي نفذت بها ضربة الموصل الثلاثاء الماضي لكنهم رأوا فيها مؤشرا واضحا على ان الولاياتالمتحدة باتت على حافة الهزيمة في العراق. واعتبر الخبراء ذاتهم ان هجوم الموصل كان من أسوإ «الصفعات» التي تلقاها الجيش الامريكي منذ دخوله العراق وطالبوا بالانسحاب من العراق لتفادي الهزيمة في هذا البلد محذرين من «فيتنام جديدة». وقال توماس فريدمان، أحد المحللين والخبراء الامريكيين ان امكانية الهزيمة أصبحت واردة الآن في العراق. من جهته قال رئيس القيادة الأمريكية الوسطى جون أبو زيد ان مدينة الموصل ستتلقى تعزيزات بالجنود الأمريكيين والعراقيين قبل الانتخابات العراقية المقررة في موفى جانفي القادم. وأضاف جون أبو زيد الذي كان يتحادث لشبكة «سي. ان. ان» الامريكية من الدوحة «من الواضح ان الموصل ستحتاج الى مزيد من الجنود خلال الفترة الانتخابية... وسنقوم بذلك فعلا». ونقلت شبكة «سي. ان. ان» عن مسؤولين عسكريين قولهم ان العدد الاضافي للجنود في الموصل قد يتفاوت بين ستة وثمانية آلاف جندي.