نقل صحفيون كانوا داخل القاعدة الأمريكية بمطار الموصل حيث سقط أول أمس عشرات القتلى والجرحى الأمريكيين في هجوم نوعي للمقاومة العراقية مشاهد من «الجحيم» الذي حدث في قاعة الطعام التي هزتها الانفجارات بينما كان مئات العسكريين والمتعاقدين مع قوات الاحتلال قد شرعوا للتوّ في تناول طعام الغذاء. وتفيد الرواية الرسمية الامريكية ان صواريخ او قذائف هاون أصابت بشكل مباشر سقف قاعة الطعام التي كان بداخلها حوالي 500 جندي ومتعاقد أمريكي وعناصر عراقية من القوات المتعاونة مع الأمريكيين... أما تنظيم «جيش انصار السنة» الذي سارع أول أمس الى تبنى العملية فأكد ان أحد مقاتليه فجّر نفسه وسط الجنود الأمريكيين وأكد ايضا انه قام بتصوير الهجوم. جحيم الموصل وأشارت مصادر عسكرية واعلامية أمريكية الى انفجارات متزامنة هزت قاعة الطعام حيث كان مئات الامريكيين والمتعاونين معهم من الأجانب والعراقيين قد احتشدوا بداخلها حول الموائد لتناول طعام الغداء في حدود منتصف نهار امس الاول وهو ما يحمل على الاعتقاد بأن القاعدة الواقعة في مطار الموصل الدولي قد تعرضت لقصف صاروخي بالتزامن مع عملية فدائية داخل قاعة الطعام. ووفق حصيلة أوردتها محطة «سي. ان. ان» قتل ما لا يقل عن 19 عسكريا زيادة على 7 أمريكيين متعاقدين مع قوات الاحتلال بينهم 4 موظفين في شركة «هاليبرتون» العملاقة التي حصلت على عقود ضخمة للعمل في العراق أما الجيش الامريكي فتحدث امس عن مصرع 14 جنديا و4 مدنيين أمريكيين و من عناصر الامن العراقي اضافة الى 72 جريحا أغلبهممن العسكريين والمتعاقدين الامريكيين. وذكر الصحفي الأمريكي «جيريمي ريدمون» الذي كان ضمن فريق صحفي أمريكي يقوم بتحقيق داخل القاعدة التي يسميها الامريكيون «مارير» ان قوة الانفجارات جعلت الجنود يسقطون من مقاعدهم ويطيرون في الهواء. وأكد الصحفي ذاته الذي يعمل لحساب صحيفة «ريتشموند تايمز» التي تصدر بولاية فرجينيا ان كرة من النار غطت أعلى خيمة الطعام التي تشبه قاعة رياضية كبيرة، مضيفا ان الشظايا تطايرت في كل اتجاه لتصيب الجنود المتحلقين حول موائد الاكل. وتابع ريدمون ان بركا من الدم انتشرت في القاعة التي غطت أرضيتها أواني الطعام والطاولات والكراسي المقلوبة. وأدت الانفجارات الى فوضى عارمة داخل خيمة الطعام حيث كان الجنود الناجون مضطربين الى أبعد الحدود وقد سقط العديد منهم أرضا في حالة اغماء. وأحصى الصحفي الامريكي 24 جثة و64 جريحا على الاقل. ونقل الصحفي الأمريكي الآخر «بيل نميتز» مشاهد مماثلة مشيرا الى الفوضى العارمة التي أعقبت الانفجارات التي أحدثت دمارا كبيرا في قاعة الطعام التابعة لمعسكر «الغزلاني» بمطار الموصل الذي كان قد تعرض في السابق لعدة هجمات صاروخية. وحسب الصحفي ذاته الذي يعمل لصحيفة تصدر في بورتلاند بالولايات المتحدة فإن الانفجارات القوية نجمت عن قصف بمدفعية الهاون مشيرا الى ان القوات الأمريكية كانت بصدد بناء قاعة طعام أخرى محصّنة بشكل جيد. وذكرت أمس محطة «اي. بي. سي» التلفزيونية الامريكية استنادا الى مصادر لم تكشف عنها ان الجيش الامريكي عثر على أدلة تفيد بأن الهجوم الذي وقع أول أمس في معسكر «الغزلاني» الامريكي بمطار الموصل الدولي كان عملية فدائية. وأوضحت القناة ان العسكريين في القاعدة عثروا على حقيبة ظهر وعلى بقايا جذع بشري وهو ما يشير الى ان رجلا نفذ الهجوم. وقال أمس جنرال أمريكي ان قوات الاحتلال سوف تعزز اجراءات الحماية في قواعدها بالعراق. تصعيد متواصل وعلى الميدان لقي عنصر آخر من مشاة البحرية الامريكية مصرعه اول امس في محافظة الانبار. وتحدث الجيش الامريكي عن حادث سير لكنه اشار في الوقت ذاته الى فتح تحقيق وهو ما يشير الى ان الجندي قتل على الارجح في هجوم للمقاومة. وفي محيط الفلوجة كان عدد من الجنود الامريكيين قد أصيبوا أول أمس في هجوم بالمتفجرات أدى ايضا الى تدمير آليتين. وقتل مسلحون صباح امس ضابطا في الشرطة العراقية ببعقوبة في حين عثر على جثة عراقي يعمل مترجما للأمريكيين في بلدة «الشرقاط» جنوبي الموصل. وعلى مقربة من سامراء قتل طفل وجرح 3 عراقيين آخرون اثر انفجار قنبلة على جانب الطريق كانت تستهدف الدوريات الامريكية او دوريات الامن العراقي. وفي منطقة الدورة جنوب غربي بغداد قتل عضو في المجلس البلدي المحلي في حين شهدت بغداد ذاتها انفجارا كبيرا أعقبه اطلاق نار فجر أمس. وفي اللطيفية جنوبي بغداد وقع مساء أمس هجوم بسيارة مفخخة أوقع عديد القتلى والجرحى حسب مصادر عراقية.