بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي.عرف زين العابدين السنوسي اليتم مبكرا بعد رحيل والده محمد السنوسي الذي كان مدرّسا في جامع الزيتونة ومديرا للمطبعة الرسمية وهي نفس الخطة التي سيشغلها بعد الإستقلال سنة 1956 ابنه زين العابدين ، وبعد معارضته لسياسة الإقامة العامة في تونس حكم على محمد السنوسي بالإقامة الجبرية في مدينة قابس . ولد زين العابدين السنوسي سنة 1898 وكان والده عالما ومثقفا وعاشقا للأدب وترك للمكتبة التونسية كتاب مجمع الدواوين الذي جمع فيه مختارات لشعراء تونسيين من عصور مختلفة ولعل زين العابدين استمد فكرة أول مختارات شعرية تنجز في تونس الشعراء التونسيين في القرن الرابع عشر هجري من كتاب والده مجمع الدواوين . لم يتمكن زين العابدين السنوسي من الحصول على أي شهادة علمية إذ غادر الجامع الأعظم سنة 1920 دون الحصول على أي شهادة من الجامع لكن ذلك لم يمنعه من أن يكون مثقفا عصاميا ساهم باقتدار في الحركة الأدبية والصحفية في تونس ، فقد أقدم على مغامرة كلّفته الكثير إذ باع مصوغ زوجته الأميرة كريمة أحمد باي الثاني باي تونس من 1929 الى 1942 وأسس مطبعة العرب التي طبعت أهم المنشورات التي صدرت في تلك الفترة مثل كتاب الخيال الشعري عند العرب لأبي القاسم الشابي وامرأتنا في الشريعة والمجتمع للطاهر الحداد كما نشر فيها مجلة العالم الأدبي التي صدر عددها الأول سنة 1930 التي ساهم فيها معظم الأدباء والكتاب التونسيين في الثلاثينيات. بعد دخول جيوش المحور لتونس وسيطرتها على بعض المناطق في الحرب العالمية الثانية تخلى عن نشاطه في تونس وفرضت عليه الإقامة في روما التي أقام فيها لسنتين وقد أثرت فيه هذه التجربة تأثيرا عميقا ، عاد الى تونس سنة 1944 ليؤسس جريدة تونس التي صدرت بتقطع وكانت تصدر أسبوعية حينا ويومية أحيانا وبعد استقلال تونس في 1956 توقفت جريدته عن الصدور وعيّن مديرا للمطبعة الرسمية في 1956 . توفي زين العابدين السنوسي في 1966 بعد مسيرة حافلة في النضال الأدبي والوطني والثقافي.