أثارت الثورة التي عرفتها بلادنا زعزعة كبيرة في نفوس جل العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة حيث انتفضوا بشدة نافثين غبار النظام البائد الذي قيد حرياتهم وهمش حقوقهم محاولين كسر جدار الصمت الذي لازمهم طويلا ولعل من بين هؤلاء العمال أعوان شركة استغلال قنال وأنابيب المياه بالشمال الذين أكدوا في اتصال لهم ب«الشروق» على الدور الهام الذي تلعبه الشركة المذكورة في مد كل من الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه Sonede بالمياه الصالحة للشراب في كل من الشمال والساحل والوسط كما تمد كل المندوبيات الجهوية للفلاحة بنفس المناطق المذكورة بمياه الري موضحين أن العمل يدوم على مدار الساعة بيد عاملة غير مختصة في أغلب الأحيان لكنها اكتسبت الخبرة مع مرور الزمن وهي مجندة ليلا نهارا وتقدم تضحيات جسام في مقابل أجور زهيدة. وطالب عمال شركة استغلال قنال وأنابيب المياه بالشمال بتمكينها من قانون أساسي في أقرب الآجال يضمن حقوقهم مع ترسيم كل المتعاقدين وادماج عمال المناولة وتسوية وضعيات بعض العمال الذين يعانون من صعوبة التنقل اما بايجاد وسائل نقل أو بتوفير سكن محاذ لمقرات عملهم. كما هدد هؤلاء العمال باضراب مفتوح في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم رغم ادراكهم الكبير للمشاكل والمخاطر التي سوف تترتب عن اضرابهم قائلين: «الشعب جائع فلا نعرضه للعطش».