ملف آخر طوي ودخل الى رفوف التاريخ ويتعلق بملف محمد الباشطبجي الذي انتقل رسميا الىالترجي وسوّي الخلاف بين الشقيقين الترجي والافريقي، ولكن مرّة أخرى كانت الجامعة هي الوسيط وهندست صفقة الود ونجحت في تطويق خلاف آخر بعد ملف الامجد الشهودي لأن الحفاظ على الهدوء النسبي أمر مطلوب في مثل هذه الاوقات. الخطوة تحسب بكل المقاييس للجامعة ورئيسها، بغض النظر عن قانونية تدخل الجامعة التي تحولت الى لجنة مصالحة، في ما بقيت هياكلها تصدر الاحكام المتلاطمة من هنا وهناك. كنا جميعا على علم بقانونية وشرعية انتماء الباشطبجي للترجي، رغم كل ما قيل عن صيغة عقده مع الافريقي، هنا أثبت الفريقان أنهما كبيران، فلم نسمع ضجيجا اعلاميا وتراشقا بالتهم وتباكيا اعلاميا بينهما رغم حساسية الموقف فالباشطبجي هو اللاعب الثالث الذي يغادر الافريقي في اتجاه الترجي هذا الموسم وتم ذلك في وقت يمرّ فيه الاحمر والأبيض بفترة صعبة فنيا واداريا. الرصانة التي تعامل بها كل من حمدي المدب والشريف باللامين مع الملف، رغم وساطة 170 ألف دينار التي لطّفت الاجواء تعكس ما يعرف بأن الكبار يعرفون كيف يسايرون الأزمات رغم ضيق الوقت واختلاف الظروف، فبين الترجي والافريقي علاقة تاريخ واعد وحاضر مختلط ومستقبل سيجمعهما الى الأبد ولا يمكن لأية مشكلة عابرة في الزمن أن تؤثر في تلك العلاقة... نعود الى محمد الباشطبجي، الذي سبب الصداع للجميع في الآونة الاخيرة وكاد يتسبب في أزمة ديبلوماسية رياضية لسنا في حاجة إليها... السؤال الاول الذي يتبادر الىالذهن حول هذه الصفقة هو: هل خسر الافريقي الباشطبجي أم كسبه الترجي؟ سؤال سيظل معلقا لأن الاجابة عنه تبدو غير واضحة بحكم عدة عوامل. أوّلا: ظروف النجاح في الترجي مهيأة بطبعها والدليل أن عددا كبيرا من المغضوب عليهم في أنديتهم نجحوا مع الترجي مثل أيمن بن عمر ووليد الهيشري الذي يسلك نفس الطريق، ومن قبلهم السويح وغيرهم... ثانيا: اللاعب يملك من التجربة الخبرة الكافية ويعرف الملاعب التونسية جيدا ويعرف ما معنى اللعب لصالح الترجي لأنه انتمى سابقا الىالافريقي... وبنفس قدر عوامل النجاح تكمن عوامل الفشل: اللاعب: يفتعل الكثير من المشاكل ونذكر مسلسلات نشر الغسيل الطويلة مع الافريقي طيلة المواسم التي قضاها هناك وعليه يجب على الباشطبجي الحذر لأن ادارة الترجي عادة ما تضرب بيد من حديد. المستوى الفني للاعب متواضع والدليل أنه لم ينتم الى المنتخب طوال فترة تألقه مع الافريقي بالرغم من كونه شكل مع السويسي أفضل خط دفاع ولا ننسى أن الأماكن في محور دفاع الترجي أصبحت باهظة ولكم الحكم في النهاية.