مباراة السبت بالمهيري كانت نتيجتها النهائية للفريق الأفضل في جل ردهاتها والذي تحكّم باقتدار في منطقة الوسط وهدّد بانتظام مرمى الخصم لكن هذا لا يمنع من أن «السي آس آس» عانى كثيرا من معضلته المتكرّرة وهي عدم التوفيق أمام المرمى وافتقار نجاعة اللمسة الأخيرة التي تسبق لحظة اهتزاز الشباك هذه اللحظة التي جاءت بعد طول انتظار وبشق الأنفس وتحديدا في الربع ساعة الأخيرة من اللقاء وإثر ركلة جزاء توفّق زعيّم في تنفيذها. أولا أسعدت النتيجة بلا شك المدرب لوشانتر الذي عبّر إثر نهاية المباراة عن ارتياحه بالحصول على نقاطها الثلاث باستحقاق بحكم أنه رأى أن فريقه كان الأفضل فيها على جميع المواجهات وأكد أنه راض تمام الرضى عن المردود العام لفريقه والطريقة التي أدى بها والتناغم والانسجام اللذين تحققا بين خطوط الفريق وعناصر المجموعة فضلا عن بروز الرغبة الجامحة في الفوز والإصرار على مواصلة مسيرة النتائج الإيجابية سواء على المستوى المحلي أو الإفريقي وخاصة المحافظة على الارتفاع المطرد لمؤشر المعنويات لضمان الاستعداد لمواجهة «الكاف» الهامة نهاية الأسبوع مع فتح الرباط المغربي والتي سيكون رهانها اعتلاء صدارة المجموعة. توقيت غير مدروس بالسؤال عن فقدان الحركية المطلوبة في منطقة الوسط في بعض الأحيان وتعدد التمريرات الخاطئة أجاب لوشانتر هو الآخر متسائلا كيف يمكن للاعبين أن يكونوا في قمة استعداداتهم وكيف نطلب منهم مردودا مثاليا تزامنا مع شهر الصيام وفي ظروف مثل هذه وتوقيت متقدّم وغير مدروس وبالنظر إلى حرارة قياسية لحرارة الطقس أول أمس. غيابات وفرص مهدورة وحول تأخر هدف السبق والانتصار الذي تحقق بشق الأنفس في سيناريو شبيه مع موسم لوشانتر السابق أشار مدرب «السي آس آس» لكل مجموعة خصائصها ولكل مباراة ظروفها وكما سبق لي أن أشرت فإن المباراة دارت في ظروف غير طبيعية كما أننا اضطررنا إلى التخلي وعدم التعويل على عناصر فاعلة جرّاء ظروف استثنائية حدثت في آخر لحظات التحضير لهذه المواجهة فضلاعن أنه كان بإمكاننا التسجيل في أول دقائق المباراة وعلى امتداد ردهاتها بالنظر إلى السيطرة المطلقة والفرص المتعددة. لا لوم على من اختار الصوم أما عن غيابات آخر لحظة والمتعلقة بلاعبي محور الدفاع حمدي رويد ومحمود بن صالح ولاعب الوسط ابراهيما توري وإجابة السؤال عن دواعي التخلي والاستغناء عنهم في مباراة البنزرتي فكانت إجابته: «فضّلت الاستغناء عن رويد وبن صالح وتوري لأني متأكد من أن الصيام سيفعل فعله بهؤلاء اللاعبين ولأني متيقن أيضا من أن ثلاثتهم لن يقدموا ما هو منتظر منهم ولا ضرورة كذلك لإبقائهم حتى على دكة الاحتياط ومن جهة أخرى اضطررت لهذا الإجراء حرصا على سلامتهم وخوفا من تعرضهم للإصابة فجميعنا يعلم أن الصيام قد يجعلهم عرضة لأنماط شتى وخطيرة من الإصابات العضلية التي قد تحرمنا من التعويل على خدماتهم في قادم المباريات فكان من الصواب وصرف النظر عن تشريكهم في هذه المباراة وعن إمكانية تعرضهم لعقوبة وضّح قائلا: «ما قام به هؤلاء لا يمكن أن يجعلهم عرضة لأي عقوبة فأنا أتفهم تماما حرصهم على الالتزام بواجبهم الديني وإصرارهم على التمسك بحقهم في ممارسته وقد سبق لي التعرض لحالات متشابهة وكان تعاملي معها بنفس الطريقة». الحلول قادمة على مستوى تواصل العجز وتضاعف الحيرة إزاء الارتباك والعقم والحلول التي قد يلجأ إليها أفادنا لوشانتر «عودة دومينيك ستوفر لنا حلولا على مستوى صناعة الهجمة أو تتوجيها فهذا اللاعب له مؤهلات تمكنه من أن يتواجد في عديد المراكز بالهجوم سواء على الرواق أو في منطقة العمليات وسرعته وفنياته تمكنه من استغلال الكرات في ظهر الدفاع وتجاوز المدافعين والتعامل بحرفية مع الكرات الفضائية شأنه شأن إيدريسا القادر أيضا على التعامل جيدا مع هذه الكرات. بوشي: البنزرتي ضحية البنزرتي لم يكن بمستواه المعهود في مباراة السبت وخاصة على مستوى الهجوم إذ افتقد خط الوسط فيه للتناغم المطلوب وافتقر هجومه للجرأة اللازمة وحتى أخطر فرصة أتيحت له من رأسية بن سالم وارتطمت بالعارضة كانت مسبوقة بتسلل ولم يبرز قرش الشمال إلا على مستوى الخط الخلفي بقيادة الحارس بن مصطفى وكان الدفاع متماسكا ولا سيما من ناحية المحاصرة والتغطية وعطّل عمليات المحليين وفكّك هجماتهم وأجل افتتاحهم للنتيجة إلى نهاية المباراة إذ رغم تواضع المردود كأن «السي ابي» قادرا على العودة بنقطة ثمينة أمام منافس كان أكثر اندفاعا وإصرارا على الفوز. المدرب بوشي الذي تابع المباراة من المدارج بسبب العقوبة التي طالته لم يهدأ له ولم يركن طوال أطوار المباراة إلى الجلوس موجها تعليماته عبر مساعده رمضانة وكذلك علمية وعن العقوبة أكد بوشي أنه يمتثل إليها تماما كامتثال اللاعب عند تعرضه لعقوبة ما موضحا أنه لا يستحقها لأنه لم يكن يرغب من خلال نقاشه مع الحكم سوى لفت نظره والتعبير عن وجهة نظره أما عن المباراة فقد اختزلها في عبارة «أنا راض عن المردود ولكني غير راض عن النتيجة». فريق كبير في معرض حديثه عن المباراة أضاف بوشي «واجهنا فريقا كبيرا وله وزنه محليا وخارجيا وعرفنا كيف نسايره ونمتص هيجانه وخرجنا من الضغط المفروض علينا تدريجيا لكن للأسف لم تجر الأمور على النحو الأمثل مع الربع ساعة الأخيرة للمباراة فقبلنا الهدف وأضعنا تعادلا كان في المتناول». نقص الخبرة عندما سألناه عن سر التراجع في النتائج بعد فوزه على الإفريقي ليتعرض إثر ذلك إلى هزيمتين متتاليتين قال: «رغم أننا في بداية الموسم فإننا قدمنا مستوى جيدا في الثلاث مباريات ولئن فزنا بالأولى وتوجنا مجهوداتنا فيها بانتصار مستحق إلا أننا لم نتمكن في الثانية والثالثة رغم المردود المرضي من الحفاظ ولو على التعادل وذلك راجع بالأساس إلى عامل ا لخبرة والهفوات الفردية القاتلة التي كان يمكن تلافيها». جاهزان بحكم المشاركة القارية كما أضاف: «لا تنسى أن كل من الصفاقسي والترجي هي فرق كبيرة وتشارك بانتظام بالكؤوس الإفريقية وهذا في رأيي العامل الأول الذي جعلها تتقدم على فريقنا بقية الفرق وساعد نسق المشاركات هذه الفرق على التميز واكتساب الخبرة الكافية والقادرة على قلب المعطيات». رزنامة ظالمة وفي استعراضه لنتائج بداية الموسم عرّج الفرنسي بوشي إلى المواجهات الحديدية التي خاضها البنزرتي في الجولات الثلاث الأولى إذ وضعته الرزنامة في مواجهة مثلت الإفريقي والترجي فالصفاقسي دفعة واحدة مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مثل هذه المباريات لها خصوصيتها وتستدعي إعدادا خاصا على المستوى الفني والذهني. الأهداف وبالتساؤل عن وضعية البنزرتي وما ينتظر منه جمهوره في بقية المشوار وضّح محدثنا: «نملك مجموعة شابة وطيبة لازلنا في بداية الموسم والعمل متواصل لمعالجة النقائص من جهة وتطوير الأداء من جهة أخرى ومكان البنزرتي في بطولة هذا الموسم سوف يكون بلا شك المرتبة الخامسة أو السادسة».