اللقاء هو أوّل امتحان رسمي للإطار الفني الفرنسي التونسي لوشانتر والكوكي منذ تسلمهما مقاليد الأمور الفنية المهمة كانت جد صعبة في مباراة جرت خارج الحدود وبالنظر إلى أهمية الإطار الذي دارت فيه وكونها تأتي في نهاية التحضيرات للموسم القادم وأسبوع واحد قبل انطلاقه وبعد أسبوع من هزيمة ثقيلة في مباراة ودية أمام الترجي ومن حسن حظ هذا الثنائي اقتلاع نتيجة التعادل التي تبقي على الحظوظ كاملة وتعطي النفس اللازم لمواصلة المشوار بأريحية. اللقاء أيضا أول اختبار حقيقي للرسم التكتيكي (352) الذي بشّر بل وتمسّك به لوشانتر وهذه الخطة الفنية التي استحدثتها ألمانيا لأول مرة في مونديال إيطاليا 90 وفازت به وانتهجها على امتداد السنوات الأخيرة المنتخب المصري ومن ورائه الأهلي وحققا بها نتائج متميزة يبدو أنها أحدثت بعض التوازن في الفريق وبدأ اللاعبون بالتعود عليها تدريجيا. لقطة المباراة سقطت الكرة أمام الحاج مسعود وكانت الفرصة مواتية للتمرير أو التسديد وربما التسجيل ولكن الحكم يقطع العملية معلنا عن نهاية الشوط ممّا أثار استغراب اللاعبين والإطار الفني وبعض الحضور لأن الوضعية كانت تحتم على الحكم ترك اللعب. إصابة بن صالح تعرّض لاعب المحور الشاب الواعد محمود بن صالح إلى إصابة أسفل العين اليمنى أجبرته على مغادرة الميدان وأجبرت الإطار الفني على تعويضه اضطراريا في دق22 بحمدي رويد الذي عوضه أحسن تعويض. فريق كبير بترو أتلتيكو الأنغولي الذي بعث سنة 1980 ورغم حداثة عهده ورغم مروره مؤخرا بفترة صعبة نسبيا بابتعاده عن الصدارة وتدحرجه إلى المرتبة السادسة إلا أنه يعتبر من الفرق الكبرى في أنغولا وسيطر بصورة شبه تامة على الدوري الأنغولي في السنوات الأخيرة كما أنه سبق أن وصل إلى النهائي في كأس ال«كاف» سنة 97 إلا أنه عجز عن الظفر باللقب فضلا عن امتلاكه 10 لاعبين دوليين. مدرب قدير وغيابان بارزان علاقة متينة تمتد إلى أكثر من عشر سنوات بين بتريتو مدرب أتلتيكو والكرة الأنغولية درّب فيها أكثر من فريق وتحصل على 5 بطولات وكانت الثلاث الأخيرة مع فريقه الحالي. غيابان بارزان أثّرا على أتلتيكو في هذه المباراة الأول تمثل في تعذّر مشاركة أبرز لاعب في صفوفه تشالا والثاني غياب عامل مؤثر إلى جانب عامل الأرض وهوالجمهور الذي كان حضوره ضعيفا. جاهزية بدنية ومشاكل هجومية رغم أن ال«سي آس آس» مازال بصدد استكماله تحضيراته لهذا الموسم ورغم بعض النقائص التي ظهرت خصوصا على مستوى الهجوم وغياب اللمسة الأخيرة إلاّ أن النقاط الإيجابية تمتمثل في الجاهزية البدنية العالية وقدرة اللاعبين على مجاراة المباراة وحضورهم البدني المتميز إلى آخر لحظاتها. أفضل لاعب مردود أغلب اللاعبين كان مقبولا عموما ولم يدخر أي لاعب جهدا في الدفاع عن حظوظ فريقه إلا أن مردود أمين عباس كان أكثر غزارة فاندفاع هذا اللاعب وروحه العالية واستماتته وتدخلاته الصائبة وتأديته دور التغطية على أكمل وجه جعلاه يكون الأفضل. خبرة واسعة هو التعادل الثالث للفريق خارج الديار منذ بداية المنافسة على هذه الكأس بعد تعادل سلبي في لقاء طرابلس أمام الأهلي الليبي وبعد العودة من السويس بتعادل إيجابي بهدف لمثله وهي نتائج تؤكد قدرة هذا الفريق على النجاح في سفراته القارية وخبرته الواسعة في هذا المجال. أسبقية تونسية هي المرّة الخامسة التي تضع فيها الكؤوس الإفريقية فرقا أنغولية في مواجهة فرقنا وذلك بعد سنوات 92 و98 و2008 و2009 وهي الثالثة بالنسبة إلى ال«سي آس آس» الذي كان الوحيد الذي انسحب أمام غرّة أوت الأنغولي في الموسم الفارط في نفس المسابقة وفي نفس الدور بضربات الجزاء بصفاقس على أن الغلبة كانت للفرق التونسية في بقية المواجهات.