انتهت علاقة المدرب الكرواتي البلجيكي لوكا بيروزيفيتش بالنادي الصفاقسي بعد موسم متذبذب أداءً ونتيجة ليخرج هذا المدرب من الباب الضيق بعد ان طالته سهام النقد وحمّل قدرا كبيرا من مسؤولية ما حصل في النادي الصفاقسي هذا الموسم.. الآن وبعد ان توضحت الرؤية كان لزاما علينا أن نعرف موقف هذا المدرب من كل ما حصل، وهذا ما تكتشفونه في هذا الحوار التالي الذي أجريناه قبل مغادرة المدرب لبلادنا. بداية كيف يمكن ان تقيم هذا الموسم مع النادي الصفاقسي؟ موسم صعب بكل المقاييس والنتائج تراوحت بين الايجابية والسلبية، فإلى حدود نهاية شهر جوان كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام، تحصلنا على كأس اتحاد شمال افريقيا وبلغنا دورا متقدما في مسابقة كأس الاتحاد الافريقي، ولكن بعد ذلك تغيرت العديد من الأمور الذي أثرت في مسيرتنا. ماذا تقصد بذلك؟ الأمور بدأت تتبدل نحو الأسوإ منذ الراحة الشتوية فقد فرطنا في لاعب في قيمة عبد الكريم النفطي مما أثر في الفريق بصفة عامة، ثم نذكر ما حصل مع هيثم المرابط الذي عاد الى الفريق في حالة صعبة بعد كل الأمور التي حصلت له والتي كانت بعيدة عن كرة القدم ويمكن وصفها بالخارقة للعادة لتبرز مشكلة رفضه التوقيع على الاجازة الافريقية ثم طفت على السطح مشكلة يوسوفو الذي استأنف التمارين متأخرا بعد شهرين، ثم داهمتنا الاصابات من خلال اصابة قمامدية وأمير الحاج مسعود، لنتضرر بعد ذلك من قلة انضباط دومينيك، كل هذه العوامل مجتمعة أثرت في مردود الفريق زد على ذلك دخولنا في مرحلة حساسة في المنافسات المحلية. وما مدى تأثير المشاكل الادارية بين الرئيس ونائبه في ذلك الوقت على وضعية الفريق؟ لا يجب ان ننكر التأثير الكبير لهذه المشاكل في الفريق ولكن بصفتي مدرب أتحدث فقط عن الأمور الفنية ولا أهتم كثيرا لمثل هذه التفاصيل، بالنسبة للمنصف السلامي يعلم الجميع ما قام به هذا الرجل من اجل فريقه وبالنسبة الى منصف خماخم، لا أريد ان أتحدث شخصيا عنه لأن كل طرف يعرف جيدا ماذا يفعل ورغم كل ما حصل فإنني أحافظ على علاقات جيدة مع هؤلاء الاشخاص وأحترمهم كثيرا. ولكن هناك من يحمّلك أنت مسؤولية تراجع مستوى الفريق ومسؤولية النتائج المحققة؟ المسؤولية لا أتحملها بمفردي في صلب فريق متكامل يتكون من مسؤولين واطار فني ولاعبين، فأنا أتحمل قدرا من المسؤولية على الأمور الفنية فقط، وكنت قد شرحت لك العوامل الأساسية وراء اخفاقنا.. شخصيا أستغرب مثل هذا الحديث فعندما جئت الى النادي الصفاقسي كان الاتفاق ينص على تكوين فريق قوي واعطاء الفرصة للشبان لأن النادي كان ينتهج تلك السياسة وكانت النتائج في مستوى ثان من الاهداف لذلك لم أفهم «التهم» التي تعلقت فيما بعد بغياب الالقاب والتتويجات... بالنسبة الى مهنتي الأساسية في التكوين يمكن ان اعتبر نفسي قد نجحت في تلك المهمة بإعطاء الفرصة لشبان أثبتوا جدارتهم مثل علي معلول ومحمود بن صالح والورغمي ومعز علولو لذلك اعتبر نفسي راضيا على العمل الذي قمت به في صلب الفريق. «الاتهامات» طالتك بشكل كبير بعد الاخفاق في الحصول على الكأس وحمّلت المسؤولية كاملة في ضياع ذلك اللقب، ما هو ردك؟ من يعرف كرة القدم يعلم جيدا ان مباريات الكأس لا تخضع الى أحكام مسبقة ولا لمنطق معين، على الورق كنا مرشحين للفوز باللقب، ولكن الامور تغيرت على أرضية الملعب، فالمنافس لم يكن افضل منا في حين ان ضربة الجزاء غيرت من معطيات اللقاء وهو ما جعلنا نلهث وراء النتيجة وهذا كل ما حصل وكل «الاتهامات» التي طالتني لا أساس لها من الصحة، وأكرر أنني أتحمّل مسؤوليتي فقط في الأمور الفنية أما بالنسبة الى الأمور المحيطة بالفريق فهي تتجاوزني. وما هو موقفك من قرار الاستغناء عن خدماتك في نهاية هذا الموسم؟ أنا أحترم اي قرار، لكن للاشارة أنني عبّرت عن رغبتي في المغادرة منذ شهر ونصف ولم أنتظر حتى تتخذ الهيئة ذلك القرار ولم أكن لأغير موقفي حتى لو توجت بالكأس في نهاية الموسم او حققت نتيجة ايجابية ومرتبة متقدمة في البطولة. وللإشارة فقد تلقيت عروضا رسمية من أندية تونسية، أتحفظ على ذكر اسمها بعد مباراة الكأس ضد الافريقي لكنني رفضت حتى الخوض في تفاصيلها احتراما للنادي الصفاقسي، فأنا مدرب محترف وأعرف جيدا ماذا أفعل ولم أكن مستعدا ابدا بأن أتصرف بطريقة مختلفة قد تسبب لي المشاكل.