سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأوّل مرّة (89): هكذا ادّعى «أحدهم» أن مؤتمر السيزل في تونس نتيجة تنسيق بين بن صالح والاسرائيليين
حوار وإعداد: فاطمة بن عبد ا& الكرّاي رفض «سي أحمد» بن صالح طلبا أرسله إليه بورقيبة (رئيس حكومة الباي) عبر بعض النقابيين والمسؤولين في الحزب، حتى يقبل خطّة سفير لتونس في ألمانيا... فقد بعث هذا الأمر نوعامن الارتياب في نفسية صاحب المذكّرات، بحيث قال ل «الشروق» معلّقا: «من التخمينات التي وجدت لها طريقا لتصديقها، هو أن الهدف من نية اسنادي سفارة تونسبألمانيا، كان «إبعادي...». جاء إذن موعد مؤتمر «السيزل» الذي كان مقرّرا عقده بتونس، منذ أن كان صاحب المذكّرات عضوا بالمكتب التنفيذي بهذه الكنفدرالية العالمية، بحكم وجوده على رأس الكتابة العامة للاتحاد. يقول «سي أحمد»: بداية صيف 1957 (جوان) وقبل اعلان الجمهورية، جاء موعد عقد مؤتمر السّيزل CISL بتونس، وهو أمر حدث لأوّل مرّة... أي أن تعقد الكنفدرالية الدولية للعمّال، CISL مؤتمرها في بلد عربي، صحيح أنني غادرت الاتحاد كما ذكرت ذلك آنفا، ولكنّي بقيت عضوا «بالسيزل» حتى جوان 1957... فلأوّل مرّة كما ذكرت، يقع مؤتمر السيزل في بلد غير أوروبي... وفي هذا الباب، رغم ما أمكن لي أن أقوم به من خلال موقعي في «السيزل» سواء في الكتابة العامة، عندما أوفدني فرحات حشاد باسم تونس، موظفا بمقرّ هذه الكنفدرالية «ببروكسيل» أو عندما كنت كاتبا عاما للاتحاد، وبالتالي عضوا في المكتب التنفيذي لهذه المنظمة العالمية، سواء لفائدة الثورة الجزائرية أو من أجل مصر في عدوان 1956، أو كذلك مع المغرب... إذن رغم تلك المواقف المبدئية، التي قصصت على مسامعك بعضها ومازال آخر، «أحدهم» ويعتبر نفسه مؤرّخا، ادّعى هو وآخرون أن بن صالح جلب «السّيزل» في مؤتمرها بتونس، من خلال طلب مساعدة «اسرائيل» (التي دخلت نقاباتها السيزل في نفس اليوم الذي دخلت فيه نقابات لبنان، في مؤتمر ستوكهولم سنة 1953) حتى تساند ترشيح تونس لاحتضان المؤتمر... وهنا لابد من الاشارة الى أن الصهاينة من هؤلاء وغيرهم، وهذا التونسي، الذي ادّعى ما ادّعى، يخلطون الأوراق...« وهنا أورد «سي أحمد» بن صالح قصّة في علاقة بالموضوع، موضوع الادّعاء بأنه نسّق مع الاسرائيليين، ليكون مؤتمر «السّيزل» في تونس، فقال: «كوهين حذريّة هو يهودي من أصل تونسي، من الحزب الاشتراكي، كنت في بروكسيل حين أعطى تصريحا، قال فيه، عن مجزرة تازركة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حقّ أهل المنطقة، فقال ان الفرنسيين (المستعمرين) من حقّهم ان يدافعوا عن أنفسهم... وقد عارضته وكتبت في الصحافة، وبالوثائق عكس ما يدّعي... فكيف يجرؤ أحدهم ويقول إنني أنسّق مع الاسرائيليين...» وهنا يورد سي أحمد قصصا أخرى مرتبطة بهذا الأمر، سنرى منها جزءا في حلقة الغد إن شاء ا&.