حوار وإعداد فاطمة بن عبد ا& الكرّاي كشف «سي أحمد بن صالح» وهو يتحدّث عن «اتفاقيات 55» حول الحكم الذاتي، وما سبقها من انجاز برنامج للاتحاد العام التونسي للشغل (البرنامج الاقتصادي) أن ذات البرنامج أنجز قُبيل اندلاع الثورة الجزائرية.. ومعلوم أن المشروع قدّمه الاتحاد إلى مؤتمر الحزب الحرّ الدستوري بصفاقس سنة 1955، أين قوبل بالترحيب والمصادقة ثم الموافقة عليه بالاجماع. من جهة أخرى، يواصل «سي أحمد» كشف النقاب عن شخصية صالح بن يوسف وكيف عرفها عن قرب، حيث ذكر لنا في حلقة أمس، من المذكرات، كيف أنه قابل صالح بن يوسف، وعرفه أكثر من أية مرة أخرى، خلال مؤتمر الاشتراكية الدولية في «ستوكهولم» عاصمة السويد.. سبق مؤتمر الاشتراكية الدولية، الذي شارك فيه صالح بن يوسف، بوصفه كاتبا عاما للحزب، مؤتمر «السيزل» CISL، وكان ذات المؤتمر للسيزل، هو الذي سجل دخول (لبنان النقابات) وإسرائيل في نفس اليوم.. وقد تطرّقت إلى حيثيات دخول النقابات اللبنانية إلى السيزل.. وقد جاء صالح بن يوسف، إلى ستوكهولم، ليشارك بصفته الحزبية في مؤتمر الاشتراكية الدولية، التي كان له فيها أصدقاء.. وجاء ليبسط القضية التونسية.. وما إن قابلته، على هامش مؤتمر السيزل، حتى قصصت عليه ما حدث في المؤتمر، وكان الوفد القادم من الاتحاد من تونس هم: محمد كريم ومحمود المسعدي.. فقد كان حشاد قد استشهد منذ مدة قليلة.. وهنا، أذكر أن صالح بن يوسف، طلب منّي أن أبقى في ستوكهولم، لأحضر إلى جانبه، في مؤتمر الاشتراكية الدولية، وقال لي: إذا لزم الأمر، يا سي أحمد، أطلب ذلك من هولدن بروك رئيس السيزل، فقلت له: لا سأقوم أنا بطلب ذلك.. فقد كنت موظفا في الأمانة العامة للسيزل، في بروكسيل، ومازلت لم أرجع بعد إلى تونس.. باختصار، جلست وأشركته في تحرير خطابه، وجدّد القول لي بأن أحضر معه وأذكر كذلك، إلى جانب أنه ذكر في خطابه أمام الاشتراكية الأممية، أن الحزب الحر الدستوري مشكّل من الطبقة العمالية أساسا، فقد ذكر أيضا وفي نفس الخطاب: نحن في الحزب الحرّ الدستوي نعتبر أنفسنا اشتراكيين... لأن الحزب يرتكز على الطبقة العاملة».. وهنا شدّد بن صالح على أن صالح بن يوسف كان تقدميا وأن له أكثر من حجّة على ذلك.. من جهة أخرى يكشف صاحب هذه المذكرات، أنه ولما كان في السيزل، وكان المسؤولون في الحزب، يتنقلون عبر عواصم العالم للتعريف بالقضية التونسية، كان أن جاء صالح بن يوسف، إلى بروكسيل مع المناضل حمادي بدرة، سنة 1952، إذ يقول سي أحمد: «في سيارة حسان بلخوجة، جاء صالح بن يوسف وحمادي بدرة، ومعهما بلخوجة، من باريس إلى بروكسيل، أين استقبلتهم، وكان بن يوسف وبدرة، سيتحولان إلى لندن، للتعريف بالقضية التونسية.. ومعلوم أن صالح بن يوسف كان وزيرا للعدل في حكومة شنيق، وكانت الخشية من أن يوقف صالح بن يوسف، فقد كانت السلطات الاستعمارية الفرنسية، تمارس أقصى أنواع الارهاب تجاه الوطنيين.. كنت متخوفا من أن يحدث ل بن يوسف شيء في المطار.. أن يقع إيقافه مثلا.. وعندما وصل أمام شرطة المطار، قدّم بن يوسف لائحة على أساس أنه وزير للعدل، في حين كانت حكومة شنيق التي انتمى إليها قد انتهت ولايتها.. والحقيقة لم أتنفّس الصعداء إلا متى خاطبني عبر الهاتف، أنه وصل إلى لندن هو وحمادي بدرة»، كانت هذه الصور والمحطات، التي عرف فيها بن صالح الأمين العام للحزب وقتها صالح بن يوسف.. فإلى حلقة قادمة ومراحل أخرى من مذكرات «سي أحمد بن صالح