كشف منظر التيار السلفي الجهادي في الأردن، عاصم البرقاوي، الملقب بأبو محمد المقدسي، عن تواصله مع قياديين في تنظيم "داعش"، في محاولة لتحرير الطيار الأردني معاذ الكساسبة، منذ وقوعه في الأسر في 24 ديسمبر الماضي. وتحدث المقدسي، في لقاء مع تلفزيون "رؤيا"، بعد قليل من الإعلان عن إطلاق السلطات الأردنية سراحه، عقب نحو ثلاثة أشهر من الاعتقال، على خلفية منشورات هاجم فيها التحالف الدولي لمحاربة التنظيم المتشدد، وأذاعت المحطة المقابلة مساء امس الخميس. وقال المقدسي، خلال مقابلته الأولى مع الإعلام الأردني عقب إطلاق سراحه، إنه منذ سماعه بنبأ أسر الطيار معاذ الكساسبة، سارع بإجراء اتصالات مع قياديين في داعش، بهدف تحقيق ما وصفها ب"مصلحة شرعية."وأضاف بقوله: "حاولت أن أقنع العقلاء فيهم، إن كان فيهم عقلاء، بأن يوافق تنظيم الدولة على مبادلة الطيار الأردني بالسجينة ساجدة الريشاوي، وأن هذه فرصة ذهبية لاستعادتها"، لافتاً إلى أن الاتصالات تمت عبر وسطاء من "الجهاديين في مغارب الأرض ومشارقها"، بحسب قوله. وجدد المقدسي إعرابه عن صدمته ب"كذب" من تواصل معهم من تنظيم الدولة بشأن مبادلة الطيار الأردني، وقال: "أنا صُدمت أن أحدهم راسلني، وظل يقول لي: يا شيخي وشيخي.. وتبين أنهم قتلوا الطيار، رغم أنه حلف يميناً أنه جاد." كما عبر عن استيائه من تصرفات التنظيم، التي دفعت بالشعب الأردني بالمطالبة بمزيد من القصف الجوي على مواقع التنظيم، وقال: "ذلك لأنهم رأوا شيئاً لا يبرره لا شرع ولا عقل.. حرقتم آمالنا في تحرير ساجدة، وأنتم تسببتم بقتلها." وأضاف: "أشهد أنهم كذبوا عليّ.. والسلفية الجهادية والإسلام براء منهم ..عندي كثير من التفاصيل أظهرت أنهم غير حريصين على ساجدة." وعلق على طبيعة قيادات التنظيم بالقول: "من قراءة طبيعة القيادات في تنظيم الدولة، هناك حلفاء أسناد، وهناك شخصيات نافذة، كانوا بعثيين بالأمس...كنت بالأمس منتمياً إلى حزب البعث واليوم تصبح في الخلافة.. أي خلافة هذه؟"، على حد قوله.