شهد خطاب حركة الشعب وقياسا بالأيام ماضية تراجعا في حدّة الخطاب، فبعد أن كانت قيادات الحركة تلوّح بتعويض وزراء حركة النهضة في صورة تمسكها بعدم التصويت لحكومة الفخفاخ ، تبنت قيادات حركة الشعب في الساعات القليلة الماضية خطابا أقلّ حدّة بل أقرب إلى التّنازل والتراجع عن بعض النقاط التي كانت تقول عنها الحركة أنها من الأولويات. أولى هذه التغيرات، هو موقف الحركة من مشاركة قلب تونس في حكومة الرئيس المكلف الياس الفخفاخ، فبعد أن كانت الحركة ضد مشاركة حزب نبيل القروي، أعلنت أمس وعلى لسان القيادي بالحركة خالد الكريشي أنّها لا ترى مانعا في مشاركة قلب تونس في مشاورات تشكيل الحكومة . وأوضح الكريشي في مداخلة على قناة حنبعل ” أن الحركة لم تدع يوما لإقصاء حزب قلب تونس من مشاورات تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ كان له موقف آخر وهو مسؤول عنه”. الكريشي أكّد ذلك اليوم الثلاثاء، حين دعا “العقلاء” من حركة النهضة إلى تغليب المصلحة العامة وتجنّب التصريحات المتشنجة، داعيا إلى هدنة تصريحات إعلامية. ودعا الكريشي في تصريح لإذاعة “شمس اف ام ” حركة النهضة إلى التنازل شأنها شأن جميع الأحزاب قبل انتهاء الآجال الدستورية والجلوس إلى طاولة الحوار وحل الإشكاليات العالقة للتمكن من تشكيل الحكومة وإنقاذ البلاد. وأكد المتحدّث أن إمكانية تشكيل الحكومة واردة جدا وأنه في الساعات القادمة المقبلة ستُسمع أخبار مفرحة حول تشكيلها، مشددا على وجود بوادر إيجابية لتجاوز الأزمة الراهنة. وتأتي تصريحات الكريشي قبل يومٍ من الآجال التي نص عليها الدستور لتشكيل حكومة الياس الفخفاخ، وتبنت الحركة في السابق مواقف تصعيدية أقرب الى التّهديد والوعيد، حيث كان أمين عام الحركة زهير المغزاوي قد صرح بأن يوم أمس الاثنين هو آخر أجال التفاوض وإذا لم يحصل تقدم سيقع تعويض وزراء النهضة والذهاب للبرلمان بحكومة بدونها”، وفق تعبيره.