بن عروس 30 جانفي 2011 (وات/تحرير محمد علي الطوزي) - معز البوهاني شهيد الياسمينات وأحد الذين التحقوا بقافلة شهداء الثورة الشعبية السلمية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وهو كغالبية الذين استشهدوا كان في ريعان الشباب ينحدر من أسرة محدودة الدخل بما يؤكد مقولة أن الفقراء والشباب هم وقود كل الثورات ومنها ثورة تونس القرن الحادي والعشرين. معز سقط شهيدا ذات يوم من أيام الجمر تحت رصاص القنص الغادر بمنطقة الياسمينات من ولاية بن عروس. لم يكن عسيرا العثور على مسكن والديه فما إن تذكر اسمه حتى يدلك عليه أي واحد من المارين بالمكان. كان والده محمد الناصر جالسا تحت سور المنزل يتلقى التعازي من زملائه في العمل وأصدقائه وجيرانه. كان هادئا ومتماسكا وهو يروي ظروف استشهاد ابنه يوم 16 جانفي 2011 . كان هو في مقر عمله بمحطة غسيل للسيارات في فوشانة عندما جاءه النبأ المفزع الذي نزل عليه كالصاعقة. لم يصدق في الوهلة الأولى واعتقد آن الأمر مجرد إشاعة كالإشاعات التي راجت كثيرا في خضم الأحداث والاضطرابات التي عمت البلاد. هرول عائدا إلى المنزل ليجد ابنه معز غارقا في دمائه بعد أن تم سحبه من أعلى سطح المبنى الذي كان موجودا به عندما استهدفه رصاص قناص غادر ليصيبه في مؤخرة رأسه ويرديه قتيلا. كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف بعد الظهر وكان معز في الخارج يشارك شباب الحي الحراسة على حاجز أقيم في إطار لجنة الدفاع المدني عندما جاءت الأوامر بالمغادرة الفورية والالتحاق بالمنازل من وحدة للجيش الوطني انتشرت بالمكان. لم يعد معز إلى منزله بل توجه صحبة عدد من رفاقه إلى منزل آخر قريب هو منزله صهره حيث صعد إلى سطحه ليراقب الوضع من هناك ولم يكن يدور في خلده أن قناصا كان يتربص به على بعد 500 متر من فوق سطح عمارة مقابلة غير مكتملة البناء. كان معز في السادسة والعشرين من عمره عندما استشهد وكان يعمل بمحطة لغسيل السيارات على الطريق الوطنية رقم 1 غير بعيد عن المركب الرياضي برادس. وكان ثالث الأبناء في عائلة تضم إلى جانبهم بنتين إضافة إلى الوالدين. وكان هو الوحيد الذي يشتغل حيث أن أخويه الآخرين عاطلان عن العمل. وقد جاء والداه من بوعرادة /ولاية سليانة/ ليستقر بهما المقام في منطقة الياسمينات منذ سنة 1982 وتم تشييع جثمان معز إلى مثواه الأخير بمقبرة بن عروس يوم 18 جانفي في جنازة مهيبة. وتخليدا لذكراه أطلق اسمه ببادرة من رفاقه على ساحة قريبة من مسكن والديه.