تونس (وات)- انطلقت صباح الخميس بالعاصمة اشغال الندوة الدولية حول"السياسات العمومية من أجل الإدماج الاجتماعي.. التجربتان التونسية والبرازيلية"، وذلك بمبادرة من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في تونس وبالتعاون مع حكومة البرازيل ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة //الفاو//. وتندرج هذه الندوة الدولية التي تتواصل أشغالها الى يوم الجمعة في اطار الإعداد لندوة وطنية حول //القضاء على الفقر//. كما ستكون الندوة مناسبة لمقارنة السياسات العمومية المنتهجة في مجال مكافحة الاٌقصاء الاجتماعي في كل من تونس والبرازيل، بما يتيح التفكير بشكل جماعي في سياسة اجتماعية تنبذ الاقصاء. واكد وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، سمير ديلو، بالمناسبة، ان التجربة البرازيلية، التي تعد مرجعا عالميا، بعد ان تمكنت من انتشال عشرات الالاف من الاشخاص من الفقر والاقصاء، اظهرت ان الراسمال البشري قادر على هزيمة الاوضاع الهشة وعلى تحقيق مقومات تنمية متوازنة. وقال ديلو ان هذه الندوة الدولية ستشكل مناسبة للاستفادة من هذه التجربة مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيات بلادنا. وبين وزير الشؤون الاجتماعية، خليل الزاوية، من جانبه انه في مواجهة فشل السياسات الاجتماعية في بلادنا، وتواصل استقرار نسبة الفقر في مستويات تعد نسبيا مرتفعة، تواجه تونس عديد التحديات من بينها توسيع نطاق التغطية الاجتماعية وإصلاح أنظمة التقاعد بغية الحفاظ على توازناتها المالية، واضفاء النجاعة على المساعدات الاجتماعية المباشرة بتحسين وتصويب استهداف الفئات الفقيرة وذات الحاجيات الخصوصية لها. واشار الى اهمية الحماية الاجتماعية كضرورة اجتماعية لضمان دخل قار آلي وشامل لكل تونسي وتونسية يتسنى بموجبه الوقاية من الفقر من ناحية ويذلل الفوارق بين فئات المجتمع بصفة تمكن من الادماج الاجتماعي وحفظ كرامة الفرد . واكد الوزير ان الحاجة تبدو ملحة اليوم لفتح حوار وطني معمق حول مختلف اسباب وجونب وطرق واليات معالجة اشكاليات الحيف الاجتماعي والبطالة، بمساهمة وانخراط واع ومسؤول من كل القوى الحية في البلاد من حكومة واحزاب ومنظمات وطنية وهياكل ومؤسسات ومجتمع مدني، وذلك بهدف الوصول الى وفاق اجتماعي في اطار السعي الى ارساء عقد اجتماعي. و أفاد السفير البرازيلي في تونس، لويس انطونيو فاشيني غوماز، من جهته، ان حق التغذية تم التنصيص عليه في الدستور البرازيلي منذ سنة 2010 . وأوضح ان الدولة مطالبة بضمان وبتطوير وبحماية الامن الغذائي وبتوفير التغذية السليمة لما يقارب 195 مليون برازيلي. وذكر السفير في هذا الصدد بعدد من المبادرات التي اقدمت الدولة البرازيلية على القيام بها، ومن بينها بالخصوص انشاء المطاعم الشعبية والمطاعم المدرسية ودعم الفلاحة العائلية والمشاريع الغذائية الموجهة الى مجموعات خصوصية من الشعب. وفي مداخلة لمدير عام التنمية البشرية في وزارة التنمية الجهوية والتخطيط، منجي العايب بعنوان "سياسات عمومية ضد الفقر، تجارب وتحديات" اشار هذا الاخير الى انه يتعين اليوم اعطاء الأولوية اليوم للمعالجة الاقتصادية لظاهرة الفقر، وذلك عبر خلق موارد رزق بالتوازي مع ارساء شبكة للضمان الاجتماعي ترتكز بالخصوص على دعم العائلات المعوزة وعلى القضاء على الفقر. ويتضمن برنامج الندوة الدولية مداخلات حول البرامج الاجتماعية والاندماج الاجتماعي والسياسات الفلاحية وبرامج المساعدة الغذائية والمدرسية والجامعية، وسيتوج بتوصيات تدعو الى اتباع مقاربة جديدة في مجال البرامج الاجتماعية. وستكون الندوة ايضا مناسبة لاجراء لقاءات مباشرة بين ممثلي الحكومة التونسية ونظرائهم البرازيليين لضبط مشاريع تعاون ستقدم الى اللجنة المشتركة التونسية البرازيلية التي ستنعقد في شهر نوفمبر 2012