باردو (وات)- صادق المجلس الوطني التأسيسي في أعقاب جلسته العامة المنعقدة ظهر الثلاثاء على ترشيح الشاذلي العياري محافظا جديدا للبنك المركزي التونسي بحصوله على 96 صوتا مقابل اعتراض 87 نائبا فيما احتفظ سبعة أعضاء بأصواتهم. وأمام إصرار المعارضة على منع المصادقة على هذا الترشيح الذي اتهم رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر بالوقوف خلفه، ومباشرة بعد الانتهاء من عملية التصويت، احتج عدد من النواب على شرعية هذه العملية مشككين في عدم تطابق عدد الاصوات المشاركة في التصويت مع العدد الجملي للحاضرين دون أن يغير ذلك في النتيجة النهائية. ولم تخل الجلسة من مشاحنات وملاسنات واتهامات بين نواب من كتلة النهضة وأعضاء من كتل نيابية أخرى وصلت في بعض الأحيان إلى التراشق بالتهم وبالانتساب إلى فلول التجمع المنحل، مما دفع بمصطفى بن جعفر إلى مطالبة النواب باحترام الجلسة وعدم السقوط في الاستفزازات التي لا طائل من ورائها. وكردة فعل على نتيجة عملية التصويت، اتهم بعض النواب بن جعفر "بانحيازه المفضوح لحركة النهضة وتحامله على أصوات المعارضة " على حد تقديرهم، الأمر الذي حدا بالنائب المستقيل من كتلة العريضة الشعبية ابراهيم القصاص إلى مطالبة زملائه في المعارضة بالاستقالة الجماعية من المجلس "لإفساح المجال لحركة النهضة لتمرير مشاريعها دون ضجة ". وكان شق المعارضة برر رفضه ترشيح الشاذلي العياري محافظا للبنك المركزي التونسي من خلال الاستشهاد بما شاب سجله السياسي من شكوك حول مدى قربه من النظام البائد وإثارة مسألة "طرده " على حد تعبيرهم، من البنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا خلال الثمانينات وانتمائه بين سنتي 2010 و2011 إلى مجلس المستشارين وإحرازه الوسام الأكبر للسابع من نوفمبر. وفي المقابل دافع نواب حركة النهضة وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وشق من نواب حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وبعض النواب غير المنتمين إلى كتل نيابية عن هذا الترشيح معتبرين أن الشاذلي العياري "شخصية المرحلة الراهنة، وقادر بكفاءته العلمية والمهنية على النهوض بمؤسسة البنك المركزي التونسي " وفق رأيهم. وأثار حضور بعض أعضاء الحكومة ومستشاري رئيس الجمهورية المؤقت جلسة اليوم حفيظة المعارضة التي اتهمت الإئتلاف الحاكم بتجنيد كافة طاقاته في المجلس التأسيسي لتمرير تعيين الشاذلي العياري محافظا جديدا للبنك المركزي. وكان الاستاذ الشاذلي العياري أكد في كلمة بداية الجلسة ضرورة تكريس مبدا استقلالية البنك المركزي عن التجاذبات السياسية واخضاع المؤسسات المصرفية والمالية في البلاد إلى الاصلاح والمراقبة المستمرة وتسخير كل الإمكانيات المالية للحد من التضخم المالي وتحرير الدينار تحريرا كاملا. وجدير بالذكر أن شابين من حركة وفاء قاما خلال الجلسة برفع عبارة "إرحل"في وجه الشاذلي العياري.