تونس (وات) قال رئيس جامعة منوبة الأستاذ شكري مبخوت إن "تدخل السياسيين في الجامعة مضيعة لجهد لا ينفع السياسي نفسه ولا غالبية الشريحة الطلابية التي تعاني أوضاعا اجتماعية ونفسية صعبة". ونبه مبخوت في محاضرة خلال لقاء نظمته الجمعة "جمعية الوعي السياسي" حول "آفاق العمل السياسي الشبابي بالجامعة بعد الثورة" إلى خطورة المشاكل التي يواجهها الطالب وبالخصوص فئة الإناث سواء المتصلة بالسكن الجامعي والتي تسببت في زلات قدم وانحرافات أو تلك المتعلقة بالإخفاق الجامعي جراء غياب خلايا الإصغاء الجامعي. وأضاف أنه يفترض الحديث اليوم عن "البؤس الطلابي" حيث لا يتعدى صنف الميسورين من الطلبة 50 ألف من جملة زهاء 350 ألف طالب في تونس قائلا "ينبغي أن نتعلم النظر في المرآة إلى وجهنا البشع". وأشار إلى أن غالبية الناشطين السياسيين بكلية منوبة هم بحسب قراءته من الولايات الأكثر فقرا في تونس (سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وجندوبة) ويحملون مشاكل اجتماعية حقيقية وليس أفكارا سياسية. ودعا مبخوت السياسيين إلى رفع اليد عن الجامعة قائلا "لن نقبل بأن تكون الجامعة التونسية رهينة لأي كان ولا أن تستعمل مطية بما يعطلها عن أهدافها" مؤكدا أن الجامعة كانت قاطرة للتحديث في تونس ولها ضوابط علمية ومعرفية دون أن تخضع للأحزاب السياسية ولا المجتمع المدني. وبين أن الجامعة هي بالضرورة فضاء مفتوح للتعايش بين كل الأفكار والايدولوجيا حتى الأكثر تطرفا يمينا أو يسارا مؤكدا في المقابل ضرورة تكريس ثقافة احترام المؤسسات الجامعية كمرفق عمومي لان السيطرة عليها من قبل الدولة أو الأحزاب من شأنه تدمير وظائفها ومهامها. وأشار رئيس جامعة منوبة إلى أن السلفية والوهابية والإخوان المسلمين مسائل تدرس بالجامعة منذ سنين لكن بمنطق البحث العلمي لا غير ،محذرا من خطورة تداول فكرة أن الجامعة صورة لما يوجد في المجتمع قائلا "ينبغي على الجامعة أن تكون دائما متقدمة على المجتمع". ولاحظ أن الشباب المتوافد على الجامعة قريب إلى النشاط الجمعياتي أكثر منه إلى النشاط النقابي أو السياسي، مبينا أن تجدد الطلبة كل 4 أو 5 سنوات إضافة إلى غياب التأطير النقابي يحولان دون تسلسل توجهات العمل النقابي الطلابي. واعتبر أنه من حق الطالب الاحتجاج بجميع الأشكال بما فيها الاعتصام لكن يفترض في ما هو سياسي أن يجد صيغا أخرى لتحقيق الممارسة النظرية للسياسة. ولاحظ مبخوت أن انتخابات المجالس العلمية المقررة في أفريل القادم لا يمكنها أن تعكس بأي حال من الأحوال الإرادة الحقيقية للطالب في ضوء ضعف المشاركة التي لم تتجاوز نسبها في أفضل السنوات في كلية منوبة على سبيل المثال 5 بالمائة. وأكد على ضرورة العمل على معالجة مشكل ضعف الحريات الأكاديمية التي توصي بها اليونسكو وتقوم على شفافية التسيير وديمقراطيته لتشريك الجميع بمن فيهم الطلبة في تسيير المؤسسة على قواعد واضحة للتشاور والاختيار الديمقراطي والالتزام بعدم التعدي على حقوق الغير وحرية واحترام الفكر المخالف والأقليات وعدم الترويج للكراهية والميز العنصري والفكر الطائفي والتعصب الديني.