الجامعات والكليات والمعاهد العليا تبقى فضاء للمعرفة والتفكير بامتياز، فمن مدرجاتها وساحاتها ومن تعانق الحبّ والحبر تولد الأفكار وتينعُ الطاقات المبدعة، ومن فورة الطلبة والأساتذة تولد المشاريع المؤسّسة لأفق يُبدّد الحُجب ويرفع الستائر الداكنة... من جامعة منوبة، وفي السنة الأولى من كتاب الثّورة وَلَد العدد الأوّل من المجلة الشهرية «أكاديميا» التي تُعنى بالشؤون الجامعية. مجلة ولدت كبيرة شكلاً ومضمونًا وأفقًا أيضا، باعتبارها بذرة أولى ولبنة مؤسّسة لمشروع اعلامي متكامل سيمرّ من المجلة الورقية إلى الإلكترونيّة فإذاعة «أكاديميا أف. أم» ليصل إلى تلفزيون «أكاديميا تي في». اسم المجلّة «أكاديميا» لا يحيل على النسق الأكاديمي كتابة وتفكيرًا بل هو يحيل على اسم المكان التي تسقط فيه الحواجز بين الأقلام والأفكار.. لأنهّ لا أحد يملك الفكرة أو الحقيقة، ولذلك نطالع في العدد الأول تعانق حبر الأستاذ شكري المبخوت رئيس جامعة منوبة والمدير المسؤول عن المجلة، نطالع افتتاحيّته وهي تتعانق مع صور حسين عمروش الطالب بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيات التصميم، وكذا الأمر مع نصّ رئيس تحرير القسم العربي الأستاذ عبد السلام الككلي، الذي تشهد ساحات النضال النقابي والسياسي صولاته وجولاته ومع ذلك يكتب افتتاحية هذا العدد بفائضٍ من التواضع والحبّ... العدد الأوّل احتوى على مقالات في عمق الحدث الطلابي اليوم ونعني به معركة النقاب وتداخل المؤسسة الجامعيّة بالفضاءات الدينيّة، ودور الشباب ومنهم الشباب الطلابي بثورة الشريحة الرقميّة وموسيقى الاحتجاج ومناخات التمرّد... المجلة، مثلما أشار رئيس جامعة منوبة ستكون أرضًا خصبة للأقلام الجامحة والأفكار المتقدة والصّور للطافحة بالخيال والحب كصورة الطالبة الشيلية الثائرة كاميلا فاييخو.