اليوم هو الثامن والعشرون من شهر مارس /آذار 2015 وبعد يومين يحيي أهلنا وإخوتنا الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض… تلك الأرض التي تمثل رمز لانتماء شعب وأمة …ومقوم بقاء ووجود… تلك الأرض التي بارك الله حولها… تلك الأرض الطاهرة التي كانت على مدى تاريخها مطمعا للغاصبين والغزاة والحاقدين… ولكنها كانت كذلك أرض الصمود والجلد والكبرياء والانتصارات العظيمة..ومهبط الوحي …ومسرى خاتم الأنبياء والرسل…. هذه الأرض لازالت إلى اليوم ترزح تحت نيل الاحتلال الصهيوني الاستيطاني منذ أن تم تسليمها للعصابات الصهيونية في عملية غدر وخيانة وخديعة اشترك فيها العديد من الأطراف الدولية …. ولكن لا أحد يتحرك… لا أحد يهب لنصرة إخوتنا وأهلنا الصامدين الصابرين المرابطين في تلك الأرض الطاهرة… بل إن الشعب الفلسطيني الذي هو في نهاية المطاف جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية يترك في كثير من الأحيان لمصيره المحتوم لقمة سائغة للكيان الصهيوني المدعوم من كل أنظمة الحقد والكراهية الصليبية الحليفة للصهيونية… بل إن الأدهى والأمر أن الكثير من أنظمة المنطقة التي تتاجر بالقضية المركزية لكل العرب والمسلمين وتتآمر على إخوتنا من أهل بيت القدس وما حولها الذين هم في رباط إلى يوم الدين .. . لم نر يوما جيشا عربيا واحدا يقف للدفاع عن فلسطين ولمناصرة أهلها (حتى الحروب التي شنت في بداية الاحتلال كانت لمجرد التباهي والهيمنة وتقوية النفوذ والهيمنة فيما بين الأنظمة العربية التي كانت تتناحر آن ذلك على زعامة العرب وخلافة العثمانيين)… إننا لم نر حتى مواقف سياسية صارمة أو حتى دعما ماديا وعسكريا كبيرا… لقد جبنت كل الأنظمة العربية عن الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني في تلك الأرض المقدسة… وكيف تقف تلك الأنظمة في صف الحق الفلسطيني وهي صنيعة الغرب الصليبي/ الصهيوني ؟؟؟ قتل الفلسطينيون… وشردوا… وذبحوا بدم بارد أمام أنضار العالم المنافق… افتكت أراضيهم… واغتصبت أعراضهم وانتهكت مقدساتهم ومقدسات كل المسلمين على وجه الأرض…. ودمرت منازلهم وأحرقت حقولهم وجرفت… سرق مياههم… ومنعوا حتى من الصيد في عرض بحرهم… ولا أحد يتحرك لنجدتهم ونصرتهم… حتى ما كان يقدم لهم من دعم كان من باب الرياء والنفاق وامتصاص غضب الشعوب…. أما اليوم …فنفس تلك الأنظمة الفاسدة المتصهينة العميلة نراها تهرول لتدمير الشعوب المستضعفة في المنطقة حتى تبقي على هيمنتها ونفوذها فيها بما يرضي أسيادها هناك فيما وراء البحار… فكانوا الخنجر المسموم في ظهر الأمة والمساهمون في القسط الأكبر مما يحصل في العراق و سوريا والسودان ومصر ولبنان وليبيا وها هو الدور يأتي على اليمن ذلك البلد العربي العريق المستضعف … وكم هي غريبة تلك السرعة التي تتحرك بها جيوش تلك الأنظمة وطائراتها لتحصد أرواح الأبرياء من بني جلدتها؟؟؟ اليمن الذي تم سلخه عن الجزيرة العربية واستثناؤه من المشاركة كعضو داخل مجلس التعاون الخليجي… اليمن الذي تم التلاعب به والهيمنة على قراره والتدخل في شؤونه… اليمن الذي حرم من الدعم والعون… اليمن الذي تم تركه فريسة للفقر والجهل والإدمان "القات"… لم يجد من يقف إلى جانبه من أجل تنميته… لكن اليوم الجميع على استعداد لإنفاق المليارات من أجل تدميره وتركيعه؟؟؟؟ هذه الأنظمة الفاسدة ..الذي لم ير منها العرب والمسلمون سوى الويلات والتآمر والمكائد… لقد كانت عبر تاريخها عونا للأعداء على هذه الأمة…. أموالها وثرواتها الخرافية تستثمر عند الأعداء …لا ولاء لرموزها إلا للغرب المتصهين… مولوا الإرهاب واحتضنوه وأطلقوه ينهش في جسد الأمة… تآمروا على الشعوب ودعموا كل من ينقلب على إرادتها… خذلوا العرب والمسلمين… هم مع أعداء هذه الأمة كالنعاج.. بل كالتابع المطيع … لا خيار لهم مع عدو أمتهم سوى الاستسلام كما أعلنها كبيرهم ذات يوم …أما مع قومهم ومع بني جلدتهم فإنهم لا يعرفون سوى لغة الحرب والغدر والخيانة… وهاهي ذكرى يوم الأرض تحل علينا قريبا والعرب والمسلمون في أسوء حالاتهم… يتخطفهم أعداؤهم من كل حدب وصوب … والقدس تهود قطعة قطعة… وغزة المدمرة تعاني الحصار الذي تشارك فيه حتى الدول عربية المجاورة لما الثالثة عشر سنة… ولا يبدو أن هناك بصيص أمل في زوال هذا الحصار وفي عودة الحق لأصحابه في الأفق القريب ..بل إن كل القرائن تؤكد على أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوء وأن العرب يحفرون قبورهم بأيديهم ليدفن بعضهم بعضا في ركام أحقادهم المذهبية والطائفية والمصلحية … فهل يتدارك العرب أنفسهم ويفيقوا من سباتهم العميق … ويكنسوا من أرضهم من يذلهم ويسومهم سوء العذاب ..يذبح أبناءهم ويستحيي أموالهم وأعراضهم …أم أنهم سيتمادون في نوم الغافلين… قد يكون كل هذا الذي يحدث اليوم هو بادرة صحوة ويقظة عامة من شعوب هذه الأمة وأن ما يحصل من ردود أفعال تلك الأنظمة التسلطية العميلة سوى انتفاضة النزع الأخير… هذا من شبه المؤكد… لذلك هم يتخبطون ويغرقون يوما بعد يوم في نفس المستنقع الذي حاولوا أن يغرقوا فيه الآخرون… أما أنت يا أرض الصمود والبهاء والطهارة والعظمة… يا من تهفوا إليك قلوب الملايين من المؤمنين بنصر الله وبأنك لن تكوني إلا للمسلمين طاهرة مطهرة مهما طال الزمن فنحن لا نعيش إلا على أمل أن نشهد ذلك اليوم أو يشهده أبناؤنا… أو أحفادنا ..وليس لنا أدنى شك في أنه قادم لا محالة… يومها يفرح الذين آمنوا بنصر الله…. إلا إن نصر الله قريب…