رغم أن رجب التوم تجاوز ال 125 عاما من العمر، إلا أنه ينبض بالحيوية والصحة عندما يتحدث عن حياته ومغامراته ومعاصرته للحكومات التي توالت على فلسطين منذ عام 1900 حتى الان ، ويستذكرها بأدق التفاصيل . ولد الحاج رجب التوم في جباليا شمال قطاع غزة ، والتحق بالعمل بارض والده كمزارع ثم انتقل للعمل في حيفا مع مهندس المانى كمشرف على العمال منذ صغره ، وذلك لعدم وجود مدارس في تلك الايام التي اضطر فيها للعمل في جباليا وحيفا. عاصر الحاج رجب التوم، الذي يبلغ من العمر 125 عاما ، ثلاثة قرون، فقد ولد في العقد التاسع من القرن التاسع عشر، وعاش القرن العشرين بأكمله، ومازال يعيش في القرن الواحد والعشرين. و عاصر التوم خمس حكومات تعاقبت على فلسطين، والتي بدأت بالعهد العثماني في فلسطين ومن ثم عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وبعد ذلك لدى احتلال اليهود للأرض ومن ثم عهد ضم غزة للمصريين والضفة للأردنيين، وأخيراً عهد السلطة الوطنية الفلسطينية. وبحسب أحفاده فهم يملكون شهادة ميلاد له وشهادة انهائه الخدمة العسكرية في الجيش التركي، ويسعون لإدراجه كأكبر معمر في العالم حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك، والتي تشير إلى أنه من مواليد عام 1885 ميلادية. وتابع " تزوجت وانا عمرى 20 عاما وكنت قد جهزت غرفة الزفاف بفرشتين جدد واربع وسادات ، ودفعت مهر زوجتي 40 ليرة ، ومن ثم وضعت زوجتى على الجمل وانا امشى جنب الجمل ، وكانت تمشى كل البلد خلفي تزف العروس حتى تصل البيت ، وترتدى قلادة الذهب وبدلة الزفاف هي تنورة وفستان جديد ، وكعادة الناس يطعمها ابوها لمدة 14 يوم عند زوجها لأنه يأخذ نصف حقها من المهر ". "وزوجتي كانت رائعة جدا ولا عمرها أزعلتني وكانت تروح عالارض تشرف على العمال اللي بيسقوها وما يهون عليها تنبيهى خلال نومى حتى اخذ قسط من الراحة " حسب قوله . وقد اعتاد الحاج رجب الذي يبدو بصحة جيدة على المأكولات الطبيعية والخضروات الطازجة وزيت الزيتون والسمن البلدي؛ فهو لا يعرف المعلبات والزيوت المصنعة ولا الأكلات الجاهزة وإنما يعيش على "أكلات زمان" التي تحفظ له صحته وتبقيه بكامل قوته، ففطوره زيت زيتون وغذائه نصف ارنب يوميا ويكره المأكولات التي يدخل في عملها زيت القلي.