مجلس الوزراء: إلغاء تجريم مسك المبالغ التي تساوي أو تفوق 5 آلاف دينار    استشهاد 22 لبنانيا في ضربات اسرائيلية.. ونجاة قيادي بحزب الله    شرب الماء عند الاستيقاظ.. هذه فوائده    حالة الطقس اليوم الجمعة    ستيفان كوزان مدرب جزر القمر: "اختطاف نقطة ضد المنتخب التونسي يعد نتيجة ايجابية"    مجلس الوزراء يصادق على مشروع قانون أساسي يتعلق بضبط صلاحيات المجالس المحلية والجهوية ومجالس الأقاليم    واشنطن: إسرائيل ستهاجم إيران قريبا ونخشى من التصعيد إلى حرب إقليمية    غدا الجمعة.. عبير موسي ومريم ساسي أمام عميد قضاة التحقيق    تصفيات كأس أمم إفريقيا: الجزائر تضرب التوغو بخماسية    تظاهرة ثقافية إحياء لذكرى طوفان الأقصى    عاجل/ المقاومة اليمنيّة تعلن استهداف سفينة نفط أمريكية..    شاشات تجتر وأخرى للتسوّق...تلفزاتنا «باردة» وبلا روح    يسيء إلى سمعة المجتمع...حكم التسول في الإسلام !    منبر الجمعة...الرويبضة... التافه يتكلم في أمر العامة !    خطبة الجمعة..ذكر الله في السراء والضراء    رضا الشكندالي: تونس سجلت تراجعا في احتياطي العملة الأجنبية بفعل تسديد قرض ياباني    تفكيك شبكة لترويج المخدرات وتنظيم عمليات "الحرقة" في هذه الولاية    سوسة .. وزير الفلاحة ل«الشروق»...أزمتا الحليب والماء في طريقهما إلى الحلّ    مع تأجيل التنفيذ .. 6 أشهر سجنا لشيماء عيسى    ... مقترفي عملية براكاج على عامل بمحل لصيانة السيارات ... في قبضة الأمن    فيلم روائي وثائقي حول جماعة تحت السور    عاجل/ جدري القرود يصل الى هذه الدولة الافريقية    سيدي بوزيد: برنامج الدورة الرابعة لملتقى عبد القادر بن الحاج نصر للإبداع الأدبي والفكري    المنستير: تكوين لفائدة الأطباء حول "إلتهابات القصيبات الرئوية لدى الأطفال والرضع" استعدادا لموسم الشتاء    إتلاف مركب صيد بسلقطة كان معدا لهجرة غير نظامية    عاجل/ اكتشاف بؤر جديدة لانتشار الحشرة القرمزية في هذه الولاية    العجز التجاري لتونس يتقلّص إلى 13.5 مليار دينار في موفى سبتمبر 2024    المنصري: إمكانية الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الجمعة أو السبت القادميْن    قصة غالي مع صراع والدته مع المرض : عندما تتحول الموسيقى إلى علاج    عاجل : إقرار الحكم الابتدائي القاضي بسجن القيادية بحزب الدستوري الحر مريم ساسي    المهدية: إصابة تلميذة إثر سقوط باب حديدي عليها بمدرستها الإعدادية    مركز النهوض بالصادرات: تنظيم بعثة من المشترين الإماراتيين إلى تونس يوم 28 أكتوبر 2024    كأس أمم إفريقيا: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الثالثة من التصفيات    تونس تدعو إلى إرساء مقاربة إقليمية لمقاومة الأمراض الحيوانيه العابرة للحدود وتركيز شبكة إنذار مبكر    بن عروس: وفاة امرأة وإصابة طفلة في حادث انقلاب شاحنة ثقيلة    رمزي الجبابلي: لن نطعن في نتائج الانتخابات... وزمّال جنّب البلاد حالة من الفوضى    المهدية: البحر يلفظ جثّة    القصرين: ضخ 150 طنّا من البطاطا بسوق الجملة للخضر والغلال بالجهة    الإسباني "رافائيل نادال" يعلن إعتزال التنس    الإطاحة بمروج مخدرات وحجز 7 صفائح من مخدر القنب الهندي    ثلاثة تتويجات تونسية في مهرجان "ظفار الدولي للمسرح بسلطنة عمان "    الاتحاد الافريقي لكرة القدم يرشح 6 ملاعب مغربية لاستضافة كأس أمم أفريقيا 2025    بطولة ويمبلدون تقرر استبدال حكام الخظ بنظام الكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السابعة لتظاهرة "جو تونس"    عاجل/ ديوان الزيت يحسمها بخصوص سعر زيت الزيتون لهذا الموسم..    وزير الصحة يعلن عن حزمة اجراءات لدعم المؤسسات الصحية في ولاية جندوية    تونسية مقيمة في ميامي: الوضع كارثي...نحن مهدّدون بالموت    وفاة مسافرة على متن رحلة جوية بين جدة والقاهرة    الديوان الوطني للزيت يكشف عن أسعار زيت الزيتون لهذا الموسم.    ملفا التحكيم و"الفار" .. محورا جلسة عمل بين وزير الشباب والرياضة وجامعة كرة القدم    تصفيات كاس امم افريقيا : المنتخب التونسي يستضيف جرز القمر بحثا عن العلامة الكاملة    معرض الصحف التونسية ليوم الخميس 10 أكتوبر 2024    في اليوم العالمي للصحة النفسية... نصائح للرفاهية    مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة جندي في معارك جنوب لبنان    بايدن يقترح على نتنياهو مخرجا يعوضه عن توجيه ضربة عسكرية لإيران    "أحبها بلا ذاكرة" للروائي الأمين السعيدي.. نظرية جديدة في الادب "حلم تسبقه الحرية"    مذنّب يقترب من الأرض السبت المقبل    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحكومة تواجه تحديات صعبة والحلول ستكون في الاقتراض الداخلي والجباية!
نشر في صحفيو صفاقس يوم 26 - 08 - 2023

انطلقت وزارة المالية في سن فصول مشروع قانون المالية لسنة 2024، وسط تحديات وضغوطات كبيرة وصعبة هذه المرة، وهي التي لم تغلق بعد ميزانيات السنتين الماضيتين 2022 و2023، وهو ما أثقل كاهل المالية العمومية وأرهقها من توسع في العجز وتباطؤ في النمو وارتفاع مشط في التداين..
هذه التحديات ستزيد مع مطلع سنة 2024، مما يجعل الدولة أمام خيارات صعبة وقد تكون بالنسبة إليها الحل الأوحد لتعبئة تمويلات جديدة وهي التي لم تنجح في توفيرها من الاقتراض الخارجي وبالأساس قرض صندوق النقد الدولي الذي وضعته في قانون المالية السابق كأبرز الفرضيات التي انبنى عليها المشروع.
ومع سقوط هذه الفرضية التي اعتبرها طيف كبير من التونسيين بدعة لم يعهدها من قبل في سن قوانين المالية للدولة، تصبح الحكومة مجبرة على خيارات جديدة لتجاوز الصعوبات المالية التي تواجهها في ظل استحالة تعبئة موارد إضافية من الاقتراض الخارجي الذي كانت قد ضبطته بما يناهز ال 14 مليار دينار خلال كامل سنة 2023، في حين لم تحصل إلا على ربع القيمة...
واليوم، بالتأكيد ستكون أبرز هذه الخيارات "الصعبة"، الترفيع في الجباية وخلق ضرائب جديدة من جهة، والتعويل أكثر على الاقتراض الداخلي من البنوك التونسية من جهة ثانية، لكن هذه الخيارات ستكون لها تداعيات وخيمة وخطيرة في قادم الأيام، وهو ما لم تحسب له الحكومة حسابا مما سيعمق من أزمة المالية العمومية أكثر.
وهذا ما أكده العديد من المتدخلين في الشأن المالي والاقتصادي بالتزامن مع انطلاق الحكومة في الإعداد لمشروع قانون المالية الجديد، ولعل ابرز المخاطر التي ستنجر عن تواصل الدولة الاقتراض الداخلي من البنوك التونسية، الشح في السيولة لدى البنوك..، وبذلك فإن مواصلة الدولة الاقتراض من البنوك الداخلية سيؤزم من وضع الاقتصاد الوطني خاصة على مستوى مزيد شح السيولة لدى البنوك مما سيؤثر سلبا على ابرز القطاعات الحيوية في الاقتصاد ونعني هنا الاستثمار والاستهلاك..
كما أن فشل الدولة في تعبئة موارد إضافية خارجية سيجبرها على التوجه إلى الخيارات الداخلية فإلى جانب الاقتراض الداخلي ستتجه بالتأكيد إلى الجباية التي لطالما تعتبرها الحكومات المتعاقبة ما بعد ثورة 14 جانفي الحل المناسب وذلك عن طريق الترفيع في المعاليم والاداءات والضرائب وهو ما سيؤثر بدوره على الأفراد وسيضعف المقدرة الشرائية ويقضي على ما تبقى من الطبقة الوسطى والتي تعتمد أساسا على الأجراء.
وللإشارة فان الدولة قد تلقت العديد من الإنذارات من الجهات الدولية ومؤسسات التراقين السيادي في وقت سابق بسبب مواصلتها التعويل على الاقتراض الداخلي وهو ما أدى بها إلى تصنيفات سلبية متتالية، كما أن تونس تعد من بين الدول الأعلى على مستوى الضغط الجبائي وهي التي تصنف اليوم الأعلى إفريقيا وعربيا بنسبة تفوق ال 35 بالمائة...
وهذه الفرضيات التي يتم تداولها في اليومين الأخيرين بين التونسيين ليست بمحض الصدفة، بل جاءت بعد جملة الجلسات الاستشارية التي تقوم بها وزارة المالية في الآونة الأخيرة لإعداد فصول مشروع قانون المالية الجديد ولعل أبرزها اجتماعها مع المجلس الوطني للجباية، ومن خلاله تبين أن ابرز التوجهات للسياسة الجبائية في إطار المشروع الجديد، تتمثل في التأكيد على الإصلاح الجبائي كأهم محاور الإصلاحات الكبرى لما له من دور أساسي في تمويل ميزانية الدولة وباعتباره آلية من آليات تنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية وتحسين مناخ الأعمال ودفع التشغيل وتحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على المقدرة الشرائية للأفراد.
كما سيركز مشروع قانون المالية لسنة 2024 على مزيد تحسين قدرة الدولة على استخلاص مواردها للحد من الضغوطات على المالية العمومية مع مواصلة التصدي للتهرب الضريبي وإدماج الاقتصاد الموازي في اتجاه دعم موارد الميزانية وتوسيع قاعدة الأداء.
ومن هذا المنطلق سيتم العمل في إطار مشروع قانون المالية، بحسب وثيقة رسمية صادرة عن وزارة المالية، على مواصلة إرساء الإصلاحات الجبائية الضرورية لإضفاء مزيد من النجاعة الاقتصادية والمالية وتكريس مبادئ العدالة الجبائية بما يضمن تقليص الفوارق بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين وبما يتماشى مع أولويات وأهداف الرؤية الإستراتيجية للبلاد التونسية والتي تم ضبطها بمقتضى منشور رئاسة الحكومة المتعلق بإعداد مشروع ميزانية الدولة لسنة 2024.
كما تتضمن التوجهات الكبرى لمشروع قانون المالية للعام المقبل حسب ما يتم تداوله، دعم الدور الاجتماعي للدولة من خلال مواصلة الإحاطة بالفئات الاجتماعية محدودة الدخل الذي يعتبر من بين المحاور القارة التي يتم العمل عليها سنويا ضمن قوانين المالية والتي سيتم مواصلة تكريسها في إطار مشروع قانون المالية الجديد بما يضمن المحافظة على القدرة الشرائية.
وهذه التوجهات الأولية التي تم تداولها في اليومين الأخيرين تزامنا مع اللمسات الأخيرة لإعداد المشروع الجديد لقانون المالية، ما هي إلا بداية لتنفيذ البرنامج الإصلاحي للحكومة التي أعلنت عنه مطلع السنة الحالية برئاسة نجلاء بودن ولم يتم تفعيل بنوده بصفة رسمية إلى اليوم، وقد تكون شارة انطلاق تفعيله مع رئيس الحكومة الجديد، احمد الحشاني، والوسيلة ستكون بواسطة قانون المالية للسنة المقبلة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.